سلّمهم الله وأغنمهم فإنّ لله عليّ في ذلك شكرا. فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا فقال بعض أصحابه :
سمعناك تقول : إن سلّمهم الله وأغنمهم فإن لله عليّ في ذلك شكرا؟! قال : قد فعلت! قلت : اللهمّ شكرا ، ولك المنّ فضلا» (١).
[١ / ٤٥١] وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جعفر بن محمّد عليهالسلام قال : «فقد أبي بغلته فقال : لئن ردّها الله عليّ لأحمدنّه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها ، فركبها فلمّا استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، لم يزد عليها ؛ فقيل له في ذلك ... فقال : وهل تركت شيئا أو أبقيت شيئا؟ جعلت الحمد كلّه لله عزوجل» (٢).
[١ / ٤٥٢] وأخرج البيهقي من طريق منصور عن إبراهيم قال : يقال : إنّ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أكثر الكلام تضعيفا (٣). أي مضاعفة ومبالغة في الثناء على الله عزوجل.
[١ / ٤٥٣] وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن محمّد بن حرب قال : قال سفيان الثوري : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ذكر وشكر ، وليس شيء يكون ذكرا وشكرا غيره (٤).
[١ / ٤٥٤] وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إنّ العبد إذا قال : سبحان الله فهي صلاة الخلائق ، وإذا قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قطّ حتّى يقولها ؛ وإذا قال لا إله إلّا الله فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قطّ عملا حتّى يقولها ، وإذا قال : الله أكبر ملأ ما بين السماء والأرض ، وإذا قال : لا حول ولا قوّة إلا بالله ، قال الله : أسلم واستسلم (٥).
[١ / ٤٥٥] وروى ابن ماجة عن ابن عمر أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حدّثهم : «أن عبدا من عباد الله قال : يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها. فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربّنا إنّ عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله عزوجل ـ وهو أعلم بما قال عبده ـ : ما ذا قال عبدي؟ قالا يا ربّ إنّه قد قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الشكر لله : ١١٣ / ١٠٤ ؛ الشعب ٤ : ٩٥ ـ ٩٦ / ٤٣٩١ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ١٨٥.
(٢) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الحلية ٣ : ١٨٦ ؛ الشعب ٤ : ٩٦ / ٤٣٩٢.
(٣) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الشعب ٤ : ٩٦ / ٤٣٩٣.
(٤) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الشعب ٤ : ١١٠ ـ ١١١ / ٤٤٥٧.
(٥) الدرّ ١ : ٣٣ ؛ الحلية ٩ : ١٧ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق ١١ : ٢٩٥ / ٢٠٥٧٩.