جزء ، ادّخر منها في خزانة الغيب تسعة وتسعين جزءا ، وفرّق جزءا واحدا منها
على جميع أهل الدنيا ، وكلّ رحمة ورأفة وشفقة وعطوفة في هذا العالم إنّما هو من
ذلك الجزء الفرد. ثمّ يوم القيامة يجتمع هذا الجزء مع التسعة والتسعين جزءا فتكمل
المأة لتشمل عصاة هذه الأمّة ...» حتّى جاء في الحديث :
[١ / ٣٣٢] أنّ
إبليس يطمع أن يشمله من تلك الرحمة شيء. أخرجه الشيخ أبو الفتوح الرازي في التفسير
.
وبذلك يفسّر ما
ورد في الدعاء : «رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما».
[١ / ٣٣٣]
أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الرحمان بن سابط ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو بهذه الكلمات : «اللهمّ فارج الهمّ ، وكاشف الكرب
، ومجيب [دعوة] المضطرّين ، ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما. أنت ترحمني فارحمني
رحمة تغنيني بها عمّن سواك» .
[١ / ٣٣٤] وروى
الصدوق بإسناده إلى أحمد بن موسى بن سعد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : كنت معه في الطواف ، فلمّا صرنا معه بحذاء الركن
اليماني قام عليهالسلام فرفع يديه ، ثمّ قال : «يا الله يا وليّ العافية ، ويا
خالق العافية ، ويا رازق العافية ، والمنعم بالعافية ، والمتفضّل بالعافية عليّ
وعلى جميع خلقك ، يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما ، صلّ على محمّد وآل محمّد
وارزقنا العافية ، ودوام العافية ، وتمام العافية ، وشكر العافية في الدنيا
والآخرة يا أرحم الراحمين» .
ذلك أنّ رحمته
تعالى الرحمانيّة كما شملت أهل الدنيا ، كذلك شملت أهل الآخرة بفضل عميمها. وهكذا
رحمته الرحيميّة شملت المؤمنين ـ في الدنيا ـ في تخفيفه عليهم طاعاته ، وللكافرين
بالرفق في دعائهم إلى موافقته ، كما ورد في تفسير الإمام عليهالسلام .
[١ / ٣٣٥]
وأمّا ما رواه الطبرسي عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ عيسى بن مريم عليهماالسلام
__________________