الله عزوجل : (ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)(١) و (إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ)(٢)» (٣).
***
وهذا الوجه الرابع هو الراجح والذي وردت به الرواية عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
[١ / ٣٠٦] روى الصدوق بإسناده المتّصل إلى الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري عليهالسلام في تفسير البسملة قال : «الله هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد ، كلّ مخلوق وعند انقطاع الرجاء من كلّ من دونه وتقطّع الأسباب من جميع من سواه».
[١ / ٣٠٧] واستشهد بحديث جدّه الإمام الصادق عليهالسلام : سأله رجل أن يدلّه على الله ما هو؟ فقال له الإمام : «يا عبد الله ، هل ركبت سفينة قطّ؟ قال : نعم ، قال : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال : نعم ، قال : فهل تعلّق قلبك هناك أنّ شيئا من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال : نعم ، قال الصادق عليهالسلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي ، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث» (٤).
[١ / ٣٠٨] قال الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام : «الله ، معناه المعبود الّذي أله الخلق عن إدراك ماهيّته والإحاطة بكيفيّته. تقول العرب : أله الرجل إذا تحيّر في الشيء فلم يحط به علما ، ووله إذا فزع إلى شيء مما يحذره ويخافه. فالإله هو المستور عن حواسّ الخلق». (٥)
[١ / ٣٠٩] وروى الإمام العسكري عليهالسلام بإسناد رفعه إلى الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : قام رجل إلى الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام فقال : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرني ما معنى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟) فقال الإمام زين العابدين : حدّثني أبي عن أخيه عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ رجلا سأله عن ذلك فقال :
«إنّ قولك : «الله» أعظم الأسماء من أسمائه تعالى ، وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يتسمّى به غير الله ، ولم يتسمّ به مخلوق».
فقال الرجل : فما تفسير قوله تعالى : «الله»؟
__________________
(١) الإسراء ١٧ : ٦٧.
(٢) النحل ١٦ : ٥٣.
(٣) ربيع الأبرار ٢ : ٤٨ / ٦ ، باب ١٩ (الجوابات المسكتة ...) ؛ البرهان ١ : ١٠٩ ـ ١١٠ / ١٢.
(٤) معاني الأخبار : ٤ ـ ٥ / ٢ ، باب معنى «الله» ، وراجع : تفسير الإمام : ٢١ ـ ٢٢ / ٥ و ٦.
(٥) التوحيد للصدوق ٨٩ / ٢ ، باب تفسير قل هو الله.