جهودهم ومثابرتهم في سبيل ارتقاء مدارج العلم البشري بإذن الله.
نعم كانت الأدعية المأثورة وقراءة الحمد ، ممّا يجعل من عسر العلاج يسرا ويمدّ في تأثير الدواء النافع بإذن الله.
هذا فحسب ، أمّا كونه في عداد العقاقير الطبّية ـ كما في الحديث الثاني (حيث جعلت الآية القرآنية ، في عرض لعقة عسل أو شرطة حجام) أو يكون وقاية لمرض الفالج ـ كما في الحديث الثالث ـ أو علاجا لماء أصفر ينزل في البطن كما في الحديث الرابع ـ!!
فهذا كلّه ممّا ترفضه قدسيّة القرآن الكريم ، والذي جاء شفاء لأدواء الروح ، ممّا ليس بمقدور البشر ، لو لا عنايته تعالى ، لا أسقام الجسد ، والتي كان بمقدور البشر معالجتها حسب تجاربه في الحياة!!
وإليك بعض الغرائب من استشفاءات بالقرآن الكريم :
وقبل أن نخوض عجائبها لا بدّ من التنبيه على أمر ، وهو : أنّ الدعاء إذا أخذ ردفا للدواء ، ليكون دعما له ووسيلة لجعل الشفاء فيه بإذن الله تعالى وعنايته ، فهذا ممّا لا ضير فيه ، بل ومن المعلوم من ضرورة الدين : أنّ الشافي هو الله وحده ، وأنّه مسبّب الأسباب ، ولا حول ولا قوّة إلّا به.
وقد نبّهنا أنّ الذي ننكره أشدّ الإنكار هو جعل الدعاء في مقابلة الدواء ، وأنّه أحد العلاجين كلّ على حياله ، الأمر الذي جاء التصريح به في بعض هذه الأحاديث ، مع الأسف!!
فلا بدّ من نبذه أو تأويله بما يتلائم ودليل العقل والحكمة الرشيدة :
وقد مرّ في حديث الأصبغ بن نباتة : أنّ آية الكرسيّ ، علاج داء البطن من غير صرف درهم ولا دينار. أي بشراء الدواء والعقّار (١).
[م / ١٦٨] وفي كتاب «مكارم الأخلاق» : روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «علّمني جبرائيل دواء لا يحتاج معه إلى دواء! فقيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما ذلك الدواء؟
قال : يؤخذ ماء المطر قبل أن ينزل إلى الأرض ، ثمّ يجعل في إناء نظيف ويقرأ عليه : الحمد سبعين مرّة ، ثمّ يشرب منه قدحا بالغداة وقدحا بالعشيّ. فو الذي بعثني بالحقّ لينزعنّ الله ذلك الداء
__________________
(١) عدّة الداعي : ٢٧٤.