وذكر ابن حجر عن ابن حبّان قوله في نوح الجامع : جمع كلّ شيء إلّا الصدق (١).
* ومأمون بن أحمد أبو عبد الله السّلمي من أهل هراة. قال ابن حبّان : كان دجّالا من الدجاجلة ، ظاهر أحواله مذهب الكرّاميّة وباطنها ما لا يوقف على حقيقته. يروي عن هشام بن عمّار وغيره من أهل الشام ومصر وشيوخ لم يرهم. قال ابن حبّان : قلت له يوما : متى دخلت الشام؟ قال : سنة خمسين ومائتين! قلت : فإنّ هشاما الذي تروي عنه مات سنة خمس وأربعين ومائتين! فقال : هذا هشام بن عمار آخر!!
قال : وروى عن أحمد بن عبد الله الجويباري بإسناده إلى أنس عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يكون في أمّتي رجل يقال له محمّد بن إدريس أضرّ على أمّتي من إبليس ، ويكون في أمّتي رجل يقال له أبو حنيفة ، هو سراج أمّتي».
قال ابن حبّان : فمن حدّث بهذه الأحاديث أو ببعضها يجب أن لا يذكر في جماعة أهل العلم. وإنّما ذكرته لأنّ الأحداث بخراسان قد كتبوا عنه ، ليعرف كذبه في الحديث وتعمّده في الإفك على أهل العلم (٢).
قال الذهبي : مأمون بن احمد السلمي الهروي ، أخذ عن الجويباري ، وله طامّات وفضائح (٣).
* وعبد الرحيم بن حبيب الفاريابي أبو محمّد. أصله من بغداد سكن فارياب (٤). يروي عن بقيّة (٥) وإسحاق بن نجيح (٦). وكان يضع الحديث على الثقات وضعا. قال ابن حبّان : ولعلّ هذا الشيخ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رواها عن الثقات (٧).
__________________
(١) المصدر : ٤٨٨.
(٢) كتاب المجروحين ٣ : ٤٥ ـ ٤٦.
(٣) المغني في الضعفاء ٢ : ٥٣٩ / ٥١٥٥.
(٤) مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربيّ جيحون. (معجم البلدان ٤ : ٢٢٩)
(٥) هو : بقيّة بن الوليد أحد أئمّة الحديث يروي عمّن دبّ ودرج وله غرائب تستنكر. قال ابن حنبل : له مناكير عن الثقات. قالوا : وكان يدلّس عن المتروكين. قال ابن حبّان : سمع من قوم كذّابين عن قوم ثقات ، فأسقط أولئك الكذابين بينه وبينهم ، فروى عن الثقات بالتدليس. (المغني للذهبي ١ : ١٠٩ / ٩٤٤).
(٦) هو : إسحاق بن نجيح الملطي. قال أحمد بن حنبل : هو من أكذب الناس. قال : كان يحدّث عن أناس من السلف برأي أبي حنيفة. وقال يحيى بن معين : معروف بالكذب ووضع الحديث. وقال أحمد بن محمّد : سمعت يحيى بن معين يقول : إسحاق بن نجيح الملطي كذّاب ، عدوّ الله ، رجل سوء خبيث. (ميزان الاعتدال ١ : ٢٠٠ / ٧٩٥)
(٧) كتاب المجروحين ٢ : ١٦٢ ـ ١٦٣.