وهم كثرة من علماء أجلّاء بهم دارت رحى العلم في أرجاء البلاد وملأوا
الآفاق صيتا وشهرة ، فكانوا قدوة أهل العلم مصدرا ومرجعا يرجع إليهم روّاد العلم
والفضيلة من كلّ صوب ومكان.
وإليك الأهمّ
ممّن حملوا علوم القرآن ونشروا معارفه في الخافقين :
١ ـ الضحّاك بن
مزاحم الهلالي أبو القاسم وقيل : أبو محمّد الخراساني. لقي كبار التابعين وأخذ
عنهم ولا سيّما سعيد بن جبير ، أخذ عنه تفسير ابن عبّاس. وكانت له يد طولى في
التفسير وفهم معاني القرآن. وله تفسيران : صغير وكبير ، كانا من مراجع الطبري
والطبرسي وابن كثير وغيرهم. وذكرناه عند الكلام عن الطريق السادس إلى تفسير ابن
عبّاس . توفّي سنة ١٠٥. وذكر ابن قتيبة أنّه مات سنة ١٠٢.
٢ ـ السّدّي
الكبير ، إسماعيل بن عبد الرحمان أبو محمّد القرشي الكوفي من كبار أتباع التابعين.
أخذ عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عبّاس. وكذلك عن مرّة بن شراحيل الهمداني عن ابن
مسعود وناس من الصحابة. وروى عنه الأئمّة مثل الثوري وشعبة ، وعدّه الشيخ من أصحاب
الإمام السجّاد عليهالسلام. وعدّ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام أيضا. وذكرناه عند الكلام عن الطريق الرابع إلى ابن
عبّاس . توفّي سنة ١٢٨.
٣ ـ جابر
الجعفي : أبو عبد الله بن يزيد بن الحارث الكوفي ، عربيّ صميم. أخذ عن عكرمة وعطاء
وطاووس وجماعة. وأخذ عنه شعبة والثوري وغيرهما. عدّه الشيخ في رجال الإمامين
الباقر والصادق عليهماالسلام وصفه الأئمّة بالصدق والورع والأمانة. كان إماما في
الحديث والتفسير. له كتاب في التفسير معروف. توفّي سنة ١٢٨.
٤ ـ ابن أبي
نجيح ، أبو يسار عبد الله بن أبي نجيح يسار الثقفي الكوفي. له تفسير رواه عن مجاهد
، وثقه الأئمّة وعدّ تفسيره من أصحّ التفاسير. وقد طبع بعناية مجمع البحوث
الإسلاميّة بباكستان سنة ١٣٦٧. وله شأن كبير في التفاسير الأثريّة. توفّي سنة ١٣١.
٥ ـ واصل بن
عطاء ، أبو حذيفة البصري شيخ المعتزلة ومؤسس المدرسة العقليّة في إبّان
__________________