الأرض ، فأنجاهم الله دون الذين أترفوا وكانوا مجرمين (١).
ويقصّ الله على الرسول من أنباء الرُسُل ما يثبّت به فؤاده ، ولقد جاءه في هذه الانباء الحق وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (٢).
وهي سُنّة الله في الامم البائدة والسابقة للاسلام ، وليس لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا (٣).
ان هذا التأكيد القرآني لذكر الأمم البائدة ، وانه سُنّة في كل الأمم ، لا فرق بينها أبداً ، انما جاء ليحذّر الأمّة الاسلامية من مغبة عصيان الرسول صلىاللهعليهوآله ومخالفة أوامره كيلا يصيب هذه الأمّة ما اصاب قبلها من الأمم الاخرى من عذاب شديد وليعتبر أولو الالباب.
ولو كانت هذه الأمّة مُحصّنة ضد الانحراف وعصيان أوامر النبي صلىاللهعليهوآله ، لما اكد الله تعالى ان هذه السنن جارية حتى في الأمّة الاسلامية بعد ايمانها بالله ورسوله ، وليس فقط تنسحب على المشركين والكفار كما يعتقد المرء لأول وهلة ، وإلا لِمَ قال الله تعالى : لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (٤).
وسنفصّل هذه ال حقائق فيما يأتي ، ومهما يكن من أمر فإن كل مطّلع من ذوي الالباب والمنطق السليم ، عندما يتصفح القرآن الكريم ويبتعد عن روح التعصّب والأحكام المسبقة ، سيكتشف ان المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله (وأكثرهم ـ بالطبع ـ من الصحابة) ، لم يكونوا كلهم من أهل الطاعة والإتّباع المطلق لرسول الله حتى
__________________
(١) هود ١١٦.
(٢) هود ١٢٠.
(٣) الأحزاب ٦٢ ؛ الفتح ٢٣.
(٤) يونس ١٤.