المسلمين بايعوا رسول الله وبضمنهم المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن أبي سلول ، إلا ان القرآن وصف البيعة كما جرت ، مشترطاً عدم نكث البيعة مستقبلاً ، أي الذين يوفون بعهدهم وسيؤتيهم الله الأجر العظيم بعكس الذين ينكثون بيعتهم لرسول الله ، وهؤلاء الناكثون للبيعة ، ليسوا بمؤمنين ابداً ، وعليه فإن الله تعالى رضي عن المؤمنين بالذات ، الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة ، دون الذين بايعوا ثم نكثوا البيعة كما هو معلوم.
فهؤلاء إنما بايعوا بأيديهم ـ ظاهراً ـ دون قلوبهم ، ولم يوفوا بعهودهم منذ اليوم الأول لأنهم كانوا من المُرائين والمتستّرين بالايمان.
الآية العاشرة :
لَّقَد تَّابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (١).
الآية الشريفة تمتدح فئة من المهاجرين والانصار خاصة ، وهم الذين اتبعوا الرسول صلىاللهعليهوآله وأطاعوه في ساعة الشدة والعسرة حيث ينفضّ أهل الدعة والراحة الذين يخلدون الى الارض دائماً ، ويدعون الرسول ومعه نخبة من الصحابة الأجلاء ، كما يقول أحدنا : «لقد نجح الطلاب الذين درسوا كثيراً».
وهذه الجملة تعني ان الطلاب الكسالى والمتخلّفين سيرسبون في الامتحان.
وهذا إن دلّ على شيء فانما يدلّ على ان المطيعين لرسول الله من المهاجرين والأنصار ، هم الذين تحيطهم الرعاية الالهية دون غيرهم.
بعد هذه اللمحة السريعة للآيات القرآنية التي يستدل بها جمهور أهل السُنّة
__________________
(١) التوبة ١١٧.