على ديننا ومُثُلنا ومبادئنا وقيمنا المقدسة.
تنبغي الاشارة ـ ولو بصورة عابرة ـ الى نقاط مهمة تستدعي إلقاء الضوء عليها كل تتضح معالم موضوعنا الذي نخوض فيه ، باعتباره يمثل نوعاً من المجازفة والخطورة ، كالذي يسير على أسلاك شائكة وهو حافي القدمين ، والسبب أن هناك نوعاً من المُحرّمات والخطوط الحُمر التي يحذّرون المسلمين من اختراقها والتوغّل فيها خشية أن تمسّ أو تزيل هالات مصطنعة حول شخصيات ، تحوّلت بفعل تلك الهالات إلى رموز مقدّسة عند البعض من مختلف المذاهب الاسلامية.
لكن الحق أحقّ أن يُتّبع ، ولابد من إزاحة الاقنعة عن الوجوه ، وكشف النقاب عن الحقائق المرّة التي ظلّت غائبة عن العقول والقلوب لآماد طويلة بفعل التردّد والخوف من إزالة أكداس من الشوائب ، وأكوام من الطلاءات المُتحجّرة حول التأريخ الحقيقي الاصيل الذي ينتظر الصقل الدقيق ليخرج ناصعاً من غير بقع وخطوط سود شوهّت وجهه الاصلي.
النقطة الاولى التي نودّ الاشارة إليها ولو لُماماً ، قضية القيام بدراسة التأريخ الاسلامي والوقوف على مجرياته وحوادثه عن كثب ، وفرْز عناصره الايجابية والسلبية على حد سواء ، وتشخيص مُفرداته وجوانبه الخفية ، وتحديد الأيدي التي أثّرت في ملامحه ورسْم خطوطه الرئيسية حتى ندرك الاسباب والعلل التي أدّت بأمّتنا الى هذا المستوى من التدنّي والانحسار عن موقع القوة والتأثير الى حد أصبحت تضحك منّا الأمم التي سبقتنا على الصعيد العلمي والمدني والحضاري.
ويبدو ان هناك فئاتاً من المسلمين لا ترضى بنبش التأريخ ، وإعادة كتابته خوفاً من المسّ بشخصيات حولها هالة وهمية من «القداسة» ، فلا ينبغي ـ في رأي هؤلاء ـ توجيه أي نوع من النقد أو الاتهام لها ، واعتبار هذا الموقف من المُسلّمات الثابتة التي لا يمكن