ونسبتها الى غيره.
ويروي التأريخ الصحيح ، ان معاوية بن أبي سفيان أمر الرواة الذين كانوا تحت أمره ، من أمثال أبي هريرة وسمرة بن جندب وعبد الله بن سلام وغيرهم ، بوضع الاحاديث على لسان النبي ، في مدح بني أميّة والخليفة الثالث عثمان بن عفان ، ولما تفشّت تلك الاحاديث وكثرت ، أمر معاوية بوضع أحاديث كثيرة أخرى في مدح وإختلاق فضائل للخليفة الاول والثاني ، بل وفي حق الصحابة جميعهم.
وطلب معاوية من الرواة معارضة كل الاحاديث النبوية الواردة في مكانة عليّ وأهل البيت ، باحاديث تسبغ تلك المكانة والمنزلة على الصحابة والخلفاء الثلاث الاوائل.
يقول المدائني في كتاب «الأحداث» : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن : «برئت الذمة ممن روى شيئاً في فضل أبي تراب وأهل بيته» فقامت الخطباء في كل كورة ، وعلى كلّ منبر يلعنون علياً ويبرأون نمه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته.
وكتب معاوية الى عماله في جميع الآفاق : أن لا يجيزوا لأحد من شيعة عليّ وأهل بيته شهادة. وكتب إليهم : أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ، وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرموهم وإكتبوا إليّ بكل ما يروي رجل منهم ، واسمه واسم أبيه وعشيرته ، ففعلوا ذلك حتى أكثرو في فضائل عثمان ومناقبه ، لِما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطايع ، فليس يجيء أحد من الناس عاملاً من عمال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقرّبه وشفّعه ، فلبثوا حيناً.
: ثم كتب إلى عمّاله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية. فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء