ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد (١) ، وقال صلىاللهعليهوآله لعليّ أيضا : أول من يدخل الجنّة أنا وأنت ، والحسن والحسين ، وذرارينا خلفنا ، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا (٢).
ويقرّ العالم السُنّي الكبير «ابن خلدون» بأنه : كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعليّ ويرون استحقاقه على غيره ، ولما عُدل به الى سواه ، تأففوا من ذلك ، وأسفوا له ، إلا أنّ القوم لرسوخ قدمهم في الدين ، وحرصهم على الألفة ، لم يزيدوا في ذلك على النجوى بالتأنف والأسف (٣).
ونستدل من ما مضى :
ان التشيّع لاهل البيت لم يكن طارئاً أو وُجد بعد وفاة رسول الله بفترة قصيرة أو طويلة كما يزعم البعض ، وانما كان موجوداً في عهده صلىاللهعليهوآله ، ومتجسّداً في عليّ وأتباعه وشيعته.
ان شيعة عليّ وأتباعه المطيعين له هم خير البرية والفائزون يوم القيامة ويُحشرون مع رسول الله ، واعداءه من الخائبين والخاسرين.
هذا ويرتأي بعض علماء أهل السُنّة والجماعة بوجود صحابة متشيعين لعلي في زمن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
__________________
(١) مناقب علي بن ابي طالب ـ ابن مردويه : ٦٣ الحديث ٣٢ ؛ المناقب ـ الخوارزمي : ٣٢٣ الحديث ٣٢٩ ؛ كشف الغمة ١ : ٣٥٠.
(٢) تفسير الثعلبي ٨ : ٣١١ ؛ مناقب علي بن ابي طالب ـ ابن مردويه : ١٨٧ الحديث ٢٥٤ ؛ ميزان الاعتدال ـ الذهبي ٣ : ٦٣٥ الحديث ٧٩٠٤.
(٣) تأريخ ابن خلدون ٣ : ١٧١.