لاعادة الحق المغصوب لاهله واصحابه الحقيقيين.
وعلى حد قول شيعة اهل البيت ، ان ما كان يحذّر منه القرآن الكريم ورسول الله ، قد وقع بالفعل ، نتيجة إقصاء أئمة اهل البيت عن موقعهم الأساسي في الأمّة ، وظلوا أئمة لفئة قليلة من المسلمين وهم الشيعة ، محتفظين بالسُنّة النبوية المودعة فيهم ، بينما انضوى الاكثرون تحت مظلة التيار الحاكم بعد رسول الله ، وهؤلاء قد فرّطوا بالسُنّة النبوية وعطّلوا العديد من السُنن والحدود ، وأضافوا سُنناً أخرى من عندهم ، امتزجت في عقائد وأحكام وشرائع المسلمين ، لتصبح جزءاً من الدين الإسلامي ، من خلال أحاديث كثيرة وضعها أتباع التيار الحاكم لتكريس الشرعية للعهدين الاموي والعباسي الذين استقوا عقائدهما وتعاليمهما من سيرة الخلفاء الثلاث الأوائل الذين أُسبغوا عليهم لقب «الخلفاء الراشدين» لكي تصبح خلافتهم مقدَّسة مشروعة إستمرارً للعهد النبوي.
وهكذا توزّعت الأمّة وتجزّأت إلى مذاهب ومدارس عقائدية وكلامية وفقهية كثيرة جداً ، أدّت إلى ضياع الكثير من الجهود والأموال والقدرات ، بل وإزهاق النفوس ، وذلك وحسب قول ـ علماء الشيعة ـ بسبب إهمال أهل البيت وعدم اتخاذهم ثقلاً مع القرآن الكريم ، وإمتداداً للرسول ، وخَزَنة لسُنّته المطهَّرة ، وحكّاماً على الأمّة من بعده ، حيث بقي أئمة أهل البيت ـ سوى عليّ في حكمه الأمّة بعد الفتنة ـ أئمة لشيعتهم الذين أطاعوا رسول الله في اتخاذ الأئمة الاثني عشر ، خلفاء له صلىاللهعليهوآله ، ومصدراً لسُنّته ، وبذلك حققوا قوله صلىاللهعليهوآله في عليّ وشيعته ، حينما قال : يا علي أنت وشيعتك الفائزون في يوم القيامة ، تأتون هداة مهديين ويأتي اعداؤكم غضباً مقمحين (١).
__________________
(١) المعجم الكبير ـ الطبراني ١ : ٣١٩ ـ حديث ٤٤٨.