بعدم خلع قميص
(الخلافة) الذي يريد الثوار خلعه ، ليس موقفاً صائباً ، ومن المحال أن يقف الرسول صلىاللهعليهوآله هذا الموقف ، لأن
الذين ثاروا ضد الخليفة عثمان ، هم من كبار الصحابة ، وفي مقدمتهم ، أم المؤمنين
عائشة وطلحة (الخير) وحواري رسول الله (الزبير بن العوام) ، كما كان موقف سائر
الانصار ـ سلبياً ـ منه ، إذ خذلوه ولم ينصروه إطلاقاً ، وكان مطلب الجميع واضحاً
، وينصبّ في تغيير سياسته الممالئة لبني أميّة ، وتبديل عمّاله من أقاربه وذوي
رحمه ، وعدم إيثار بني أميّة وتسليطهم على رقاب المسلمين ، ومنحهم الصلاحيات
المالية والادارية والسياسية ، وضرورة العودة إلى الحق والتقيّد بالسُنّة النبوية
وإلا يعتزل الحكم ليختار المسلمون خليفة غيره ، فهل هذه الاهداف والمطاليب غير
مشروعة ، حتى يأمره رسول الله بعدم خلع قميص (الخلافة)!؟ وهل جُلّ المسلمين من
الصحابة والمهاجرين والانصار على باطل ، وعثمان وبني أميّة ـ فقط ـ على حق!؟
١ ـ والمُستغرب في هذا المقام ، أن يأتي
شخص مشكوك في إسلامه وهو عبد الله بن سلام ليزعم ان التوراة تروي قصة مقتل الخليفة
الثالث ، وتنعته بالخليفة المظلوم الشهيد!! وانه لو دعا الله أن لا تجتمع أمّة
محمد ، فسوف لا تجتمع إلى يوم القيامة ، ولكنه دعا الله ، قائلاً : اللهم إجمع
أمّة محمد .
وتصريحات عبد الله بن سلام هذه ، تفتقد
للصدْقية ، وانما أطلقها تملّقاً لبني أميّة الذين كانوا يكنّون له كل المودة ،
وكان هو من المنتفعين منهم ، ويضع الاحاديث لصالحهم ، وبالذات لصالح الخليفة عثمان
بن عفان.
__________________