ويقول رسول الله أيضاً : من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ، ويدخل الجنة التي وعدني ربي ، فليتولّ علياً وذريته من بعده ، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم من باب ضلالة (١).
وذهب رسول الله إلى أكثر من ذلك في تبيين حال الأئمة من بعده ، فقال صلىاللهعليهوآله : أنا وعلي والحسن والحسين ، وتسعة من ولد الحسين ، مطهّرون معصومون ، كما يؤكد صاحب كتاب (فرائد السمطين). وينصح صلىاللهعليهوآله المسلمين بأن : لا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم (٢) ، وعليه فإن للخلفاء والائمة الاثني عشر ، خصائص ومزايا تختلف عن الناس العاديين ، فهم مسدّدون من لدن الله تعالى ، وأعلم الناس على الاطلاق ، ومعصومون من الخطأ والزلل ، وهم على الهدى دوماً ، ولا ينبغي أن تخرج الأمّة عن أقوالهم ووصاياهم الى غيرهم لأن الحق منحصر فيهم ، وهؤلاء العدول من آل البيت لديهم مقدرة وموهبة خاصة لإبطال تحريف الضالين وانتحال المطلين وتأويل الجاهلين للدين.
فلا ينطبق هذا التوصيف على خلفاء ظَلَمة ومستبدين حكموا بالنار والحديد ، واستحوذوا على مقدرات المسلمين على حين غرّة من التأريخ ، وتصدّوا للحكم من خلال إكراه الرعايا على البيعة والتسليم المطلق لهم ، بالرغم من عبثهم بشرائع الاسلام وتعطيلهم لحدود الله ، بل وبعضهم يجهل أبسط أمور الدين.
ومع ذلك فقط تخبّط علماء سُنّة كبار في تطبيق عدد ومواصفات الخلفاء الاثني عشر على الحكّام الذين حكموا الأمّة وتجاوز عددهم الاثني عشر بكثير ، فأخذوا ينتقون الخلفاء والحكّام حسب أهوائهم ، فإبتعدوا عن الحق أيما إبتعاد.
__________________
(١) كنز العمل ـ المتقي الهندي ١١ : ٦١٢ ؛ مجمع الزوائد ـ الهيثمي ٩ : ١٠٨.
(٢) المعجم الكبير ـ الطبراني ٥ : ١٦٧ ؛ كنز العمال ـ المتقي الهندي ١ : ١٨٨.