رأيتموني ، استقمت فإتبعوني ، وإن رأيتموني زغت فقوموني. واعلموا أن لي شيطاناً يعتريني ، فاذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ... وإن لي شيطاناً يعتريني فإذا أتاني فاجتنبوني (١).
وقال أيضاً : إني لست بخيركم فبايعوا خيركم ... أفتضنون أني أعمل فيكم بسُنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ لا أقوم بها ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يُعصم بالوحي ، وكان معه ملك ، وإن لي شيطاناً يقربني (٢).
ولما كان الاسراء في السنة الاولى قبل الهجرة ، صدّق أبو بكر الرسول كلّ ما قاله الرسول فسمّاه الرسول «الصدّيق» (٣).
ولما اختار المسلمون أبا بكر خليفة لرسول الله بعد وفاته صلىاللهعليهوآله ، بدأت في أيامه الفتوح في العراق والشام.
وفي غار ثور ، اتفق أنْ مرّ المشركون بالغار ، فاستشعر أبو بكر شيئاً من الخوف منهم ، وكانت قد نزلت الآية الكريمة : أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) (٥).
وبلغ أبو بكر من الحيطة في الحفاظ على القرآن الكريم ، والتحفّظ في رواية السُنّة ، ان جمع الناس بعد وفاة النبي ، وقال لهم : إنكم تحدّثون عن رسول الله أحاديث
__________________
(١) انظر : المصنف ـ الصنعاني ١١ : ٣٣٦ ؛ تأريخ مدينة دمشق ٣٠ : ٣٠٤.
(٢) تفسير القرطبي ١٠ : ٢٨٥ ؛ السيرة النبوية ـ ابن هشام ٢ : ٢٧٠.
(٣) صحيح البخاري ٤ : ١٩٤ ؛ السقيفة وفدك : ٥١.
(٤) المائدة ٤٠.
(٥) تأريخ مدينة دمشق ٣٠ : ١٢١ ؛ الكامل ـ ابن عدي ٣ : ١٧١.