يستخلف ، وانما ترك المسلمين يختارون خليفة لهم.
أما مسلم القشيري ، فاختصر الواقعة في صحيحه ، لكي يخفي بعض الحقائق الصارخة ، اعتقاداً منه ان هذه الخطوة ضرورية كي لا يلتفت القرّاء المسلمين إلى كل التفاصيل بما يثير تساؤلات حول خلافة الرسول.
غير أن الكثير من المؤرخين نقلوا بعض تفاصيل واقعة الغدير ، وفسّروها على أساس انها تعني أو تشير إلى نصرة المسلمين لعلي ليس إلا ، حسب زعمهم.
وبعد أن أكمل الرسول صلىاللهعليهوآله خطبته ، نزلت الآية الكريمة : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (١).
وهذه الآية تعني بكل صراحة ، بأن الاسلام لم يكن مكتملاً قبل إعلان رسول الله الولاية لعليّ وتعيينه خليفة له في واقعة الغدير ، وعلى الرغم من أن الرسول عيّن علياً خليفة له من قبل ، في مجلس محدود ضم بني هاشم فحسب ، أما في واقعة الغدير فقط أقام الحجة على عشرات الالوف من المسلمين وأمرهم بأن يبلّغوا الغائبين في هذه القضية الكبرى ، حتى لا يبقى عذر لأحد من المسلمين.
فلو كانت الولاية تعني النصرة والاخوّة كما يدّعي أهل السُنّة ، لما كانت بتلك الاهمية لتصبح مكمّلة للدين إلا إذا كانت تعني الحاكمية والاحقية بالنفوس والخلافة على الدين والدنيا كما هو واضح.
ويعد انتهاء الخطبة ، أمر رسول الله الحاضرين من الصحابة وغيرهم ، بتهنئة علي على الولاية والخلافة والامامة للمسلمين ، ثم وقف الصحابي والشاعر حسان بن ثابت
__________________
(١) المائدة ٣.