والإختلاف بين البشر
أمر لا مفرّ منه ، وهو سُنّة كونية أوجدها الباري لحكمة بالغة .
وعند الجمهور على الدوام ، ان الخلاف
الفقهي ، لم يكن من أصول الشرع ، ولا من أركان العقيدة الاسلامية ، التي يُكفَّر
منكرها ، كما لم يكن من نصوص الشرع القطعية في ثبوتها ودلالتها .
وهذا الاختلاف الفقهي في مجرّد الفروع
والاجتهادات الفقهية ، لا في الأصول والعقائد ، ولذلك لم يُسجَّل في تأريخ الاسلام
، ان أدّى الى صدام مسلَّح هدّد وحدة المسلمين.
والإختلاف المعتبر السائغ ، مَعْلم من
معالم كمال الشريعة وصلاحها لكل زمان وإنسان ومكان ، ودليل على الحيوية الفكرية .
وهو اختلاف تنوّع لا إختلاف تضاد ، ولا
اختلاف هوى يؤدي الى الفرقة والتباغض والتحزّب والمعاداة .
وهو اختلاف مُخلص ينمّي العلم ، أما الخصومة فتضيّعه.
وهو ظاهرة ايجابية كثيرة الفوائد ،
ورياضة للأذهان وتلاقح للآراء .
ولما كان الاختلاف في الفروع ، مشروعاً
وطبيعياً جداً وهو من الدين ، فهو في نطاق المتغيرات ، ويشمل ما عدا الاصول
والثوابت القطعية ، وفي غير أصول العقائد والعبادات
__________________