بين صحيحي البخاري ومسلم
سنتناول الآن صحيحي البخاري ومسلم معاً والاختلافات بينهما ، وموقف العلماء منهما معاً ، خاصة وهما الشيخان اللذان عليهما مدار الحديث على مر الأزمان والحُقَب وكل حديث يُخرّج على شرطيهما ، يُعدّ حديثاً ذا شأن ومقبولية عند المحقّقين والمؤرخين والفقهاء.
وأول ما نُفاجأ في هذا الشأن ، ان الذين انفرد مسلم بالاخراج لهم دون البخاري ، ستمائة وعشرون ، المُتكلّم فيهم بالضعف منهم مائة وستون رجلاً ، اختص البخاري بأقل من (٨٠) وباقي ذلك يختص بمسلم (١). كما ان مسلماً أخرج أحاديث أقوام ، ترك البخاري حديثهم لشبهة وقعت في نفسه ... ذلك بأن ائمة النقل ، في تعاطي اصطلاحاتهم يختلفون في أكثرها ، فرُبّ راوِ هو موثوق به عند عبد الرحمن بن مهدي ، ومجروح عند يحيى القطّان وبالعكس ، وهما إمامان عليهما مدار النقد في النقل ، ومن عندهما يتلقى معظم شأن الحديث (٢).
وهذا دليل آخر يثبت أن مصادر البخاري ومسلم نفسهما لم يتّفقا على الجرح
__________________
(١) مقدمة فتح الباري ـ ابن حجر : ١٠.
(٢) اضواء على السنة النبوية ـ ابو رية : ٣١٠.