خلف الامام مالك وسعيد بن المسيب؟ (١)
ويُوجب ابن حنبل غسل اليد عند القيام من النوم ، مع ان هذا سُنّة في المذاهب الأخرى ، ويُوجب المضمضة والاستنشاق في الوضوء ، ويوجب الوضوء من أكل لحم الابل.
والمذهب الحنبلي يُوسع دائرة القرابة التي توجب النفقة ، فكل من يرث الفقير العاجز عن الكسب ، تجب عليه نفقته في حالة عجز هذا الفقير (٢).
وعند الحنبلية ، ان رفع اليدين عند الركوع والقيام منه مكروه شرعاً .. وقد رواه البخاري في صحيحه وغير صحيحه عن عشرات الصحابة بأسانيد كثيرة جداً ، لأن ابن حنبل لم يصح عنده لأنه لم يطّلع على أسانيد البخاري فيه (٣).
وهكذا يتضح ان فتاوى وأحكام ابن حنبل وتلامذته وأتباعه الحنابلة ، يتطرفون في التحريم ، ويُغالون في الواجبات الشرعية أكثر من سائر المذاهب الأخرى.
ومن الغريب ان اتباع أحمد بن أعد اطّلعوا على كُتب البخاري وتصحيحه لرفع اليدين عند الركوع والقيام منه ، لم يتحوّلوا عن فتوى ابن حنبل في هذه المسألة لأنهم جامدون على فتوى إمامهم بالرغم من أنه لو اطّلع على ذلك الحديث المنقول في البخاري فإنه حتماً سيغيّر فتواه ورأيه .. لكن الجمود والتحجّر هو ديدن الحنابلة على مر التأريخ.
__________________
(١) أدب الاختلاف في الاسلام : ١١٨.
(٢) الامام ابن حنبل ـ الشيخ محمد حسن شمس ـ مجلة الهداية البحرينية.
(٣) اضواء على السنة المحمدية ـ ابو رية : ٣٠٥.