محرّفة عن آيات قرآنية.
بل وهناك آية شاذة يزعم الخليفة عمر انها كانت جزءاً من القرآن الكريم ، ولولا الخوف من قول الناس بأنه يزيدها في كتاب الله لاضافها الى مصحفه (١).
ولنا أن نتساءل عن هذه الآية المزعومة والمحذوفة أو غيرها ، لو كانت في الاساس ، جزءاً من القرآن ، خاصة وهي آية ذات مضمون شرعي ، فلماذا خفيت على المسلمين وان عمر بن الخطاب كان وحده على علم بها؟ ثم ان اعتراض المسلمين أو استغرابهم لو أضافها عمر للقرآن ، يدل على علمهم وقناعتهم بأنها ليست من القرآن الكريم؟ وهل ان الخوف من المسلمين يجيز لعمر حذفها من القرآن مع انها تتضمن حكماً شرعياً؟ أمّا كان لعمر بن الخطاب لو كانت هذه الآية المزعومة جزءاً لا يتجزأ من كتاب الله وهو الخليفة المطاع وأمير المؤمنين ، إقناع المسلمين بأنها آية حقيقية ، من خلال دعم موقفه بالصحابة الحافظين للقرآن أو المدوّنين له ، وهم كثرة في ذلك الوقت؟ ثم اين هو من المصحف الذي جمعه الخليفة الاول والذي يدّعي اهل السُنّة والجماعة بأنه أول مصحف أمر بجمعه أبو بكر بعد رسول الله ، والذي أودعه عند حفصة ابنة الخليفة الثاني؟
ان ما نستشفه من موقف عمر ازاء القرآن الكريم ، جهله بالمصحف الحقيقي الذي جُمع بأمر من رسول الله وتحت نظره ، وانما كانت معلومات عمر حول الآيات القرآنية يشوبها الشك والحيرة والتردد ، فهو تارة ينكرها أصلاً ، وطوراً يشكك في حقيقتها ويسأل هذا الصحابي أو ذاك ليتأكد منها.
__________________
(١) ابن حزم في ابطال القياس : ٥٨ ؛ فتح الباري ٥ : ٢٥٤ ؛ عمدة القاري ١٤ : ١٤.