الآية : أن الزاني لا يزني إلا بزانية ، أو بمن هي أخس منها وهي المشركة ، وأن الزانية لا تزني إلا بزان ، أو بمن هو أخس منه وهو المشرك. وأما المؤمن فهو ممتنع عن ذلك ، لأن الزنا محرّم ، وهو لا يرتكب ما حرّم عليه.
٣١ ـ (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) «٤٥ : ١٤».
فذهبت جماعة إلى أن هذه الآية الكريمة منسوخة بآية السيف ، وقالوا :
إن هذه الآية مكية ، وقد نزلت في عمر بن الخطاب حين شتمه رجل من المشركين بمكة قبل الهجرة ، فأراد عمر أن يبطش به : فأنزل الله تعالى هذه الآية ثم نسخت بقوله تعالى :
(فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ...) «٩ : ٥».
واستندوا في ذلك الى ما رواه عليل بن أحمد ، عن محمد بن هشام ، عن عاصم بن سليمان ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس (١)
ولكن هذه الرواية ضعيفة جدا ، ولا أقل من أن في سندها عاصم بن سليمان وهو كذاب وضاع (٢) مع أن الرواية ضعيفة المتن ، فإن المسلمين ـ قبل الهجرة ـ كانوا ضعفاء ولم يكن عمر مقداما في الحروب ، ولم يعد من الشجعان المرهوبين ، فكيف يسعه أن يبطش بالمشرك؟!
__________________
(١) الناسخ والمنسوخ للنحاس : ص ٢١٨.
(٢) قال ابن عدي : «عاصم بن سليمان : يعد ممن يضع الحديث» ، وقال أيضا : «عامة أحاديثه مناكير متنا واسنادا ، والضعف على رواياته بين» ، وقال الفلاس : «كان يضع الحديث ، ما رأيت مثله قط» وقال أبو حاتم والنسائي : «متروك». وقال الدار قطني : «كذاب» ، وقال أيضا في العلل : «كان ضعيفا آية من الآيات في ذلك» وقال ابن حبان : «لا يجوز كتب حديثه إلا تعجبا» وقال أبو داود الطيالسي «كذاب». وقال الساجي : «متروك يضع الحديث». وقال الأزدي : «ضعيف مجهول» ، لسان الميزان : ٣ / ٢١٨ ، ٢١٩.