ونلحظ أن هذا
المؤلّف الكريم ـ كما ذكر هو نفسه ـ قد أمضى ما ينيف على ثلاثين سنة في البحث
والتحقيق متحدّيا الصعاب دفاعا عن كيان التشيع ، وإثباتا لدور علمائه في بثّ
العلوم والمعارف القرآنية.
وكان عطاء تلك
الجهود تدوين مجموعة كاملة في مباحث العلوم القرآنية بصورة واسعة وجامعة ، وتشتمل
هذه الدورة على سبعة أجزاء تحت عنوان «التمهيد في علوم القرآن» ، طبع منها لحدّ الآن ستة أجزاء.
وفي هذا
المضمار تمّ تأليف كتاب «التفسير والمفسرون» في جزءين. وممّا يميّز هذا الكتاب هو
أن مؤلّفه زاول تدريس موضوعاته في حوزة قم ، والجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية
بمشهد المقدسة قبل نشره. وجدّ في تحبيره من خلال إضافة فصول جديدة أثناء التدريس.
ويحسن هنا أن
نشير إلى بعض خصائص الكتاب :
١ ـ كلّ من
يراجع الكتاب مراجعة يسيرة يدرك أنّ مؤلّفه أخذ من كل مصدر يمكن أن يغني بحثه ،
ولم يغفل عن التتبّع اللازم.
٢ ـ ازّيّن الكتاب
بدراسات شاملة تتناول نقد الآراء وتحليلها بعد نقلها ، على عكس بعض الكتب التي
تكتفي بنقل الآراء والأقوال.
٣ ـ ظاهرة
الإبداع معلم بارز من معالم الكتاب إذ نجد فيه مباحث جديدة كضوابط التأويل ،
والمنهج البياني للقرآن ، ودور أهل البيت عليهمالسلام في تفسير القرآن. وهي مباحث يمكننا أن نقول عنها إنها
تعرض لأوّل مرّة في كتاب علمي ، مطعّمة بالدليل.
٤ ـ لقد بذل
المؤلّف جهودا ملحوظة ومشكورة من أجل تحقيق هدفه المتمثل بالدفاع عن المذهب
الجعفري من خلال طرحه فصولا جديدة في الكتاب ، منها : دور أهل البيت في تفسير
القرآن ، وتحقيق جامع حول الموالين لأهل البيت من الصحابة والتابعين ، وتفاسير
الشيعة ، وغير ذلك.