.. قال : وأتى عليّ بن الحسين عليهماالسلام يوما الحسن البصري ، وهو يقصّ عند الحجر ، فقال : أترضى يا حسن نفسك للموت؟ قال : لا ، قال : فعملك للحساب؟ قال : لا ، قال : فثمّ دار للعمل غير هذه الدار؟ قال : لا ، قال : فلله في أرضه معاذ غير هذا البيت؟ قال : لا ، قال : فلم تشغل النّاس عن التّطواف؟ (١).
ورواه ابن خلكان بتبديل لفظ «يا حسن» ب «يا شيخ» ، وعقّبه : فما قصّ الحسن بعدها (٢).
وذكر أبو محمد الحسن بن علي ابن شعبة الحرّاني (من أعلام القرن الرابع) كتابا للحسن البصري ، بعث به إلى الإمام السبط الأكبر الحسن بن علي عليهالسلام يسأله عن رأيه في القدر والاستطاعة ، وفي مفتتح الكتاب ما ينبئ عن ولاء صميم وعقيدة ثابتة كان يحملها لآل بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم جاء فيه :
«أمّا بعد فإنكم ـ معشر بني هاشم ـ الفلك الجارية في اللّجج الغامرة ، والأعلام النيّرة الشاهرة ، أو كسفينة نوح التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون.
كتبت إليك يا ابن رسول الله عند اختلافنا في القدر ، وحيرتنا في الاستطاعة. فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهمالسلام فإنّ من علم الله علمكم ، وأنتم شهداء على الناس ، والله الشاهد عليكم ، ذرّية بعضها من بعض ، والله سميع عليم (٣).
__________________
(١) أمالي المرتضى ، ج ١ ، ص ١٥٣ و ١٦٢.
(٢) وفيات الأعيان ، ج ٢ ، ص ٧٠.
(٣) تحف العقول (غفاري) ، ص ٢٣١ وذكر الكراجكي في كنز الفوائد ، ص ١٧٠ مع اختلاف يسير.