وقوله تعالى : (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ
الْقِيامَةِ) معناه ، لا ينيلهم رحمته.
قال رحمهالله : وليس النظر بمعنى الرؤية أصلا ، بدلالة أنهم يقولون :
نظرت إلى الهلال فلم أره. فلو كان بمعنى الرؤية لتناقض ؛ ولأنّهم يجعلون الرؤية
غاية للنظر ، يقولون : ما زلت أنظر إليه حتى رأيته ، ولا يجعل الشيء غاية لنفسه ،
فلا يقال : ما زلت أراه حتى رأيته. قال : والنظر ـ في الأصل ـ تقليب حدقة العين
نحو المرئي طلبا للرؤية ، فاستعمل في مطلق التأميل والتوقّع والانتظار.
قال : وليس
لأحد أن يقول : إنّ ذا يخالف إجماع المفسرين القدامى ؛ لأنا لا نسلم ذلك ، بل قد
قال مجاهد وأبو صالح (والحسن ) وسعيد بن جبير والضحّاك : إن المراد نظر الثواب.
وروى مثله عن
عليّ عليهالسلام ثم أخذ في التعمّق والاستدلال ، جزاه الله عن الإسلام
خيرا .
تفسير مجاهد برواية ابن أبي نجيح
هناك تفسير
متقطع ومرتّب على السور ، يبتدئ من سورة البقرة حتى نهاية القرآن ، منسوب إلى
مجاهد ، يرويه عنه أبو يسار عبد الله بن أبي نجيح يسار ، الثقفي الكوفي (توفّي سنة
١٣١) ، بطريق عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الهمذاني ، عن إبراهيم الحسين الهمذاني
، عن آدم بن أياس ، عن ورقاء بن عمر اليشكري عن ابن أبي نجيح. وقد صحّحه الأئمّة
واعتمده أرباب الحديث.
__________________