السيح للماء الجاري ، ومن ذلك يسمّى الصائم سائحا ، لاستمراره على الطاعة في ترك المشتهى. قال : وروي عن النبي أنه قال : «سياحة أمّتي الصيام» (١).
* وسئل عن الاستطاعة في قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٢) قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الزاد والراحلة» (٣). فإن مفهوم الاستطاعة عام يشمل أيّ نحو من الاستطاعة وبأيّ وسيلة مقدورة وكانت بالإمكان ، غير أن هذا غير المراد بالاستطاعة إلى الحجّ الواجب ، فبيّن عليهالسلام أنه القدرة على الزاد والراحلة ، إن كان ذلك بوسعه من غير تكلّف. وهذا كناية عن الاستطاعة المالية ، كما فهمه الفقهاء رضوان الله عليهم.
* وهكذا لما سألته عائشة عن الكسوة الواجبة في كفّارة الأيمان ، في قوله تعالى : (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ، أَوْ كِسْوَتُهُمْ)(٤) أجاب صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عباءة لكلّ مسكين» (٥).
* وسأله رجل من هذيل عن قوله تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ)(٦) قال : يا رسول الله ، من تركه فقد كفر؟! نظرا لأن هذا العنوان «من كفر» أطلق على من ترك الحج! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من تركه لا يخاف عقوبته ولا يرجو مثوبته» (٧) كناية عمّن تركه جحودا لا يؤمن بعاقبته ، فهذا كافر بالمعاد وبيوم الجزاء
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٧٥ و ٧٦.
(٢) آل عمران / ٩٧.
(٣) الإتقان ، ج ٤ ، ص ٢١٨.
(٤) المائدة / ٨٩.
(٥) الإتقان ، ج ٤ ، ص ٢٢١.
(٦) آل عمران / ٩٧.
(٧) الإتقان ، ج ٤ ، ص ٢١٨.