ومنها إخراج المؤمنين من ديارهم وأوطانهم ظلما وعدوانا لأنهم آمنوا بالله تعالى واعرضوا عن الباطل.
وانما ذكر الهجرة لأنها أشق شيء على النفس فإنها مجبولة على حب الوطن الذي نشأت فيه ، ويمكن ان يكون الإخراج من الديار تغييرا للهجرة وتفصيلا بعد إجمال ولكنه بعيد عن ظاهر الآية المباركة ويحتمل ان يكون لبيان ان ترك الديار انما كان عن ظلم وعدوان وأما الهجرة عن الأوطان فلأجل انهم لم يتمكنوا من اقامة الدين.
والآية الشريفة تبين اهمية الهجرة الى الله تعالى وهو يشمل الهجرة اليه عزوجل كما مر سواء كانت مكانية أو زمانية او عملية فالمهاجر عن المعاصي مهاجر اليه جلت عظمته وكذا ورد في بعض الأحاديث «ان المؤمن مهاجر» لأنه يهجر عن المعاصي.
قوله تعالى : (وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي).
اي وتحملوا الأذى في سبيل الله تعالى وهو يشمل كل ما يصيب المؤمن من المشركين وغيرهم قولا وفعلا.
قوله تعالى : (وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا).
اي : وقاتلوا الكفار والمشركين واعداء الله تعالى فقتلوا واستشهدوا في سبيل الله تعالى فان من جمع فيه هذه الصفات له المثوبة العظيمة المؤكدة.
قوله تعالى : (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ).
اي : من اتصف بتلك الأوصاف لأسترن عليهم سيئاتهم وأمحوها وهي صغائر المعاصي لأنهم تركوا الكبائر وهجروها بالترك أو التوبة.
ويحتمل ان يكون ذلك جوابا عن ما طلبوه من الله تعالى : (وَلا