(بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ) مع كفاية ما تقدم في نفي الخيرية على ذلك.
قوله تعالى : (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ).
إخبار عن عواقب الحال وتعليل لكون البخل شرا لهم ببيان ذكر أهم العلل والآثار. و (سَيُطَوَّقُونَ) من الطوق والسين للتأكيد ، والمراد به أن ما بخلوا سيتمثل يوم القيامة كالحمل الثقيل الذي يجعل في عنقهم كالطوق فيزيد في تعبهم وفزعهم فوق ما يحملونه من الأوزار فيكون من طوق التكليف (المشقة) لا من طوق التقليد ومنه قول الشاعر :
(كل امرئ مجاهد بطوقه)
وقد ذكر المفسرون في بيان ذلك وجوها والظاهر انها ترجع إلى امر واحد وهو تصوير الحمل الثقيل في يوم القيامة وهو إما ان يكون طوقا في التكليف اي تكلفوا ان يأتوا بمثل ما بخلوا أو طوقا على وجه التقليد كالثعبان وبه روايات وفي الحديث عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «من ظلم شبرا من ارض طوقه الله من سبع ارضين» وعلى اي حال فالمراد به ما ذكرناه.
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
اي : وهم لا يعلمون انهم عن قريب يتركون ما بخلوا به وما اكتنزوه لأنفسهم فيرثه الله تبارك وتعالى الذي له ميراث السموات والأرض وحده فلا هم ينتفعون به ولا هم ينجون من تبعاته وآثامه يوم القيامة فتبقى الحسرة عليهم والندامة لهم لا تنفك عنهم.
قوله تعالى : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
تهديد وتوعيد لهم بانه لا يخفى على الله تعالى شيء وهو يعلم