المخلوق الذي هو في السموات والأرض. أو يكون بالمعنى المصدري اي : يتفكرون في انشائهما وإبداعهما.
وانما لم يذكر سبحانه وتعالى اختلاف الليل والنهار في المقام إما لأجل اندراج اختلاف الليل والنهار في خلق السموات والأرض فانه من شؤونهما أو لبيان ان اولي الألباب بسبب فكرهم الثاقب بمثابة بحيث إذا تفكروا في بعض الآيات تنسبق الى ذهنهم الآيات الاخرى فتترتب عليها النتيجة لا محالة.
قوله تعالى : (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً).
اي : انهم يتفكرون في خلق السموات والأرض فيبهرون من عظمة الخلق ويعترفون بالعجز والتقصير أمام الخالق العظيم فينطلق لسانهم بالثناء والدعاء فيقولون : ربنا ما خلقت هذا المخلوق باطلا لأنك العليم الحكيم.
وانما اهتدوا الى هذه الحقيقة الكبرى لأنهم رأوا آثار عظمة الخالق وحكمته فأذعنوا بأن خلقه تعالى بالحق وفي الحق ولا يمكن ان يكون هذا الصنع العجيب باطلا وبلا غاية ، وهي الرجوع الى الله تعالى وترتب الجزاء إما درجات الجنان التي وعد بها رسوله للصلحاء أو دركات النيران التي هي جزاء الظالمين لأنهم لما اعترفوا بأن خلق الدنيا وما فيها لم يكن عبثا وباطلا فلا بد ان يكون الرجوع الى الله تعالى والحشر اليه عزوجل والحساب على ما تحقق في الحياة الدنيا من الأعمال فهناك الثواب والعقاب قال تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) المؤمنون ـ ١١٥ والا كان من العبث الذي يتنزه الخالق منه والباطل الذي ينفى عن كل عاقل فضلا عن الحكيم المطلق فانطلق لسانهم بالتنزيه وقد ملئت قلوبهم بالدهشة منه وتعاقب عليها