كذلك فليس منّا» (١). وروى داود بن الحصين مرسلاً عن أبي عبد الله (عليهالسلام) أنّه قال : «والله ما جعل الله لأحد خيرة في اتّباع غيرنا ، وإن من وافقنا خالف عدوّنا ومن وافق عدوّنا في قول أو عمل فليس منّا ولا نحن منهم» (٢).
ومن هنا قال في الجواهر بعد ذكر ما يستحب الوضوء منه : «والظاهر عدم استحباب الوضوء بأكل ما مسّته النّار ، أو لمس النساء ، أو أكل لحم الجزور ، أو قصّ الشارب ، أو تقليم الأظفار ، أو نتف الابط ، أو الاحتجام ، أو مس كلب أو مصافحة المجوسي ، ولا من الردّة ولا من الدم السائل من أحد السبيلين إذا لم يستصحب حدثاً ولا من المضاجعة ، لأنّ كثيراً من هذه الأشياء ذهب إليه بعض العامّة وإنّا وإن تسامحنا في أدلة السنن لكن لا إلى هذا المقدار» (٣).
التنبيه الرابع :
هل يدخل في مفاد أخبار من بلغ نقل فضائل أهل البيت (عليهمالسلام) وذكر مصائبهم ، استناداً إلى أخبار الضعاف والقصص والمقاتل غير المعتبرة ، كأن يقول : كان أمير المؤمنين (عليهالسلام) يفعل كذا ، ونزل على مولانا سيد الشهداء (عليهالسلام) كذا أم لا يدخل؟
الحق هو الأوّل إذا ذكر المستند ولم يبلغ الضعيف حد الوضع ولم يكن المضمون غلوا وإغراقاً في حقّهم (عليهمالسلام).
ويمكن أن يؤيّد ذلك بما دل على رجحان الإعانة على البر والتقوى وما دل على رجحان الإبكاء على سيد الشهداء (عليهالسلام) ما دامت الأرض والسماء ، وانّ من أبكى وجبت له الجنّة.
__________________
(١) الوسائل : ١٨ ، أبواب صفات القاضي ، الباب ٩ ، الحديث ٩ و ٣٤.
(٢) الوسائل : ١٨ ، أبواب صفات القاضي ، الباب ٩ ، الحديث ٩ و ٣٤.
(٣) جواهر الكلام : ١ / ٢٦.