(فِيهِنَّ خَيْراتٌ
حِسانٌ)
أي : أنوار محضة
وسبحات صرفة لا شائبة للشر والإمكان ، فيها حسان من تجليات الجمال والجلال ومحاسن
الصفات.
[٧٢ ـ ٧٥]
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ
(٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥))
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ
فِي الْخِيامِ)
أي : مخدّرات في
حضرات الأسماء بل حضرة الوحدة والأحدية لا تبرز منها بالانكشاف لمن دونها وليس
وراءها حد ومرتبة ترتقي إليها وتنظر إلى ما فوقها فهي مقصورة فيها.
[٧٦ ـ ٧٧]
(مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاءِ
رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧))
(مُتَّكِئِينَ عَلى
رَفْرَفٍ خُضْرٍ)
الرفرف نوع من
الثياب عريض ، لطيف في غاية اللطافة ، والمراد : نور الذات الذي هو في غاية البهجة
واللطافة أو نور الصفات حال البقاء بعد الفناء والاستناد إلى صمدية الوجود المطلق
والتحقق به (وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ)
العبقريّ في اللغة
: ثوب غريب منسوب إلى عبقر تزعم العرب أنه بلد الجنّ ، أي : الوجود الموهوب
الحقاني الغريب الموصوف بصفاته المتجلية في غاية الحسن الذي هو منسوب إلى عالم
الغيب بل غيب الغيب الذي لا يعلم أحد أين هو.
[٧٨]
(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٧٨))
(تَبارَكَ)
أي : تعالى وتعاظم
(اسْمُ رَبِّكَ)
أي : الاسم الأعظم
الذي به تزيد وترتقي مرتبة السالكين من البداية إلى النهاية حتى الوصول إليه
والفوز به (ذُو الْجَلالِ
وَالْإِكْرامِ)
أي : الجلال في
صورة الجمال والجمال في صورة الجلال اللذان لا يحجب أحدهما عن الآخر عند البقاء
بعد الفناء للمحبوبين المحبين السابقين إلى غاية الدرجات بخلاف الجلال والإكرام
المذكورين قبل ، فإنهما هناك يحجب أحدهما عن الآخر لعدم تحقق الفاني بالوجود
الحقاني والرجوع إلى تفاصيل الصفات وشهودها في عين الجمع.