الذي نتمكن من خلاله من رؤية الموجودات ، وفي «المقاييس» ذُكر لها معنيان : الأول الاطلاق على الشيء ، والثاني ضخامة وسمك الشيء ، ولكن يبدو أنَّ المعنى الأول والذي أوردَهُ الراغب في المفردات أيضاً أكثر صواباً وتناسباً مع موارد هذا اللفظ.
و «افئدة» : جمع «فؤاد» من مادة «فَأد» (على وزن وَعد) وتعني في الأصل «الشوي» ، لذا يُقال «فؤاد» للأفكار والعقول الناضجة ، وقد يأتي هذا اللفظ بمعنى القلب ، أو غلاف القلب أيضاً ، وقال بعضهم أيضاً أنَّ هذا اللفظ يطلق على القلب والعقل حينما يكون متنوراً ومشرقاً ، وقال بعضهم إنَ «فؤاد» تعني مركز القلب يُطلقُ على مجموعهِ.
و «العَيْن» : ذات معانٍ كثيرة والمعروف أنَّ لهذا اللفظ سبعين معنىً في لغة العرب.
إلّا أنَّ المعنى الاصلي لـ «العين» هو العضو الخاص بالنظر ، وقد يأتي أيضاً بمعنى قوة البصر.
ولكن لها معانٍ كنائية ومجازية كثيرة برزت على هيئة معانٍ حقيقية نتيجة لكثرة الاستعمال ، فمثلاً يقال للينبوع «عين» لأنَّه يشبه العين ، ويقال للجاسوس والمكلف بالتجسس والاستطلاع «عين» أيضاً ، كما يُطلقُ هذا اللفظ على ذوي المكانة وعلى الشمس والذهب أيضاً لأنَّ الذهبَ من بين الفلزات كالعين بين الأعضاء ، وكذلك «الشمس» بين النجوم ، وكالمرموقين من بين أبناء قومهم ، كما يُطلقُ هذا اللفظ أيضاً على الثروة والمتاع الذي يمكن الاستفادة منه ، وثقب الحلقة ، والبصيرة والاطلاع على الشيء كلٌّ في محلِّه ، وسُمِّيت الحور العين بهذا الاسم لأنّها ذات عيونٍ جميلةٍ وواسعة.
و «اللسان» : تعني عضو التكلُّم ، ووردت أيضاً بمعنى قوة البيان ، وتُطلقُ أيضاً ككنايةٍ على الأشخاص المتكلمين نيابة عن جماعة ما ، كما يُقال لـ «ألْسِنة» (جمع لسان» أيضاً ، ويُستخدم هذا اللفظ بصيغة المذكَّر والمؤنث إلّاأنّه جاء في القرآن الكريم بصيغة المذكر.
و «شَفَة» : على وزن (سَعَة) وتستخدم بصيغة التثنية «شفتان» (١).
ومفهوم «مشافهة» يعني مقابلة الشخص والاستماع إلى شيءٍ ما من شفتيه ، وورد هذا اللفظ بمعنى شاطيء «النهر» وساحل «البحر» لأنَّه شفة له.
__________________
(١) لقد ذكر بعضهم أنَّ اصَلها «شَفْو» (ناقصة الواو) وبعضٌ «شَفَة» لأنّ مصغَّرها «شفيهة» وجمعها «شفاه».