كما ان الصيغة نفسها بلحاظ صدورها بداعي تحصيل المقصود تكون مصداقا حقيقيا للطلب (١) ، لانها سعي نحو المقصود.
__________________
(١) بيان المطلب : ان صيغة الامر تدلّ وضعا على الطلب والارسال ، ولذلك تتبادر اذهاننا الى هذا المعنى في مرحلة التصوّر ، ولكن الدواعي لصيغة الامر تختلف فتارة يراد منها التهديد مثل (اعملوا ما شئتم إنّه بما تعملون بصير) ، وتارة التعجيز مثل (فأتوا بسورة مّن مّثله) وتارة التعجب كقوله تعالى (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) وتارة غير ذلك ، ولكن هذه المرادات ليست مصاديق حقيقية للطلب ، وانما هي مصاديق مجازية ، وذلك لانه ليس المراد منها الطلب وانما المراد منها التهديد او التعجيز ونحو ذلك ، فهنا تغايرت مداليلها الجدية عن المدلول التصوّري لهيئة الامر وهو الطلب والارسال كما تنادي الرجل الشجاع ب «يا اسد» مجازا فانت في هذه الحالة استعملت هذه اللفظة في معناها الموضوعة له لكن في مرحلة الجدّية انت تريد افادة تشبيهه بالاسد من حيث الشجاعة ، وهذا هو المجاز المصطلح ، وعلى ايّ حال فلو اريد منها الطلب فستكون ح الصيغة مصداقا حقيقيا للطلب التشريعي الذي له عدّة مصاديق وهو الطلب بالقول والطلب بالكتابة والطلب بالاشارة ، ولكل منها ايضا مصاديق فالاوّل مثلا كالطلب بمادّة الامر والطلب بصيغة الامر والطلب بالجملة الخبرية ، ولكل من هذه المصاديق مصاديق ايضا فالطلب بصيغة الامر مثلا له عدّة انحاء مثل «صل» و «ليصلّ» و «اقم الصلاة» و «اقيموا الصلاة» وقد شرح المطلب أكثر في البحوث ج ٢ ص ٥٠ واصول المظفر ج ١ ص ٦٤ ومنتهى الاصول ج ١ ص ١٢٥ وغيرها ، قال في البحوث «ذكروا لصيغة الامر معان عديدة من الطلب والتعجيز والاستهزاء ونحوها ، والمعروف بين المحققين المتأخرين ان الاختلاف في مورد هذه المعاني بحسب الحقيقة في دواعي الاستعمال لا المعنى المستعمل فيه