ضابط المفهوم :
ونريد الآن ان نعرف الربط المخصوص الذي يؤخذ في المنطوق ويكون منتجا للمفهوم. توضيح ذلك : أنّا اذا اخذنا الجملة الشرطية كمثال للقضايا التي يبحث عن ضابط ثبوت المفهوم لها نجد أنّ لها مدلولا تصوّريا ومدلولا تصديقيا. وحينما نفترض المفهوم للجملة الشرطيّة (تارة) نفترضه على مستوى مدلولها التصوّري ، بمعنى ان الضابط الذي به يثبت المفهوم يكون داخلا في المدلول التصوّري للجملة ، (وأخرى) نفترضه على مستوى مدلولها التصديقي ، بمعنى ان الضابط الذي به يثبت المفهوم لا يكون مدلولا عليه بدلالة تصوّرية بل بدلالة تصديقية.
أمّا الضابط لافادة المفهوم في مرحلة المدلول التصوّري فهو ان يكون الربط المدلول عليه بالاداة (١) او الهيئة (٢) في هذه المرحلة من النوع الذي يستلزم الانتفاء عند الانتفاء لان ربط قضية (٣) او حادثة (٤) بقضية او حادثة أخرى إذ اردنا ان نعبّر عنه بمعنى اسمي وجدنا بالامكان التعبير عنه بشكلين :
فنقول تارة : «زيارة شخص للانسان تستلزم او توجد وجوب اكرامه».
__________________
(١) كحرفي «إنّما» و «إلّا» ونحو ذلك.
(٢) كهيئتي الجملتين الشرطية والوصفية.
(٣) كوجوب الاكرام في مثال «اذا نجح زيد فاكرمه».
(٤) كوجود النهار في مثال «اذا طلعت الشمس فان النهار سيوجد».