الاصفهاني والتزموا بأن ارادته تعالى عين ذاته ولذا وقعوا في اشكال الجبر وعدم جواز عقاب العاصي.
والحق : ان الارادة تغاير الشوق وجدانا كما انها كذلك لغة قال في مجمع البحرين الارادة المشية.
وبعبارة اخرى الشوق من الصفات النفسية والارادة من افعال النفس وان شئت قلت : لا اشكال في أن الشوق بما هو لا يكون علة للفعل الخارجي بل بينهما واسطة ، وتلك الواسطة عبارة عن الارادة والاختيار الذي هو من باب الافتعال أي طلب الخير وهذا امر وجداني.
وبعبارة واضحة : الانسان بالوجدان يدرك ان افعاله الاختيارية باختياره وتحت قدرته وليست معلولة لذلك الشوق النفساني ويرى بالوضوح فرقا بين حركة نبضه وبين اكله وشربه وقيامه وقعوده. فان حركة نبضه ليست تحت قدرته وأما افعاله الصادرة منه فباختياره وقدرته وارادته.
وايضا : الامر كذلك في ناحية ذاته تعالى وتقدس ، فان الارادة لا تكون من صفات ذاته بل من أفعاله والدليل عليه : انه يصح سلبها عن ذاته المقدسة فيصح أن يقال ان الله لم يرد الامر الفلاني وأراد الأمر الكذائي كما يصح أن يسلب الارادة وعدمها عن ذاته المقدسة بالنسبة الى شيء واحد فيقال ان الله لم يرد شفاء المرض الفلاني في يوم الجمعة واراد شفائه في يوم السبت والحال ان النفي والاثبات لا يصحان بالنسبة الى صفاته تعالى وتقدس ، مضافا الى أنه يلزم قدم العالم لاستحالة تخلف المعلول عن علته التامة ولا يرتفع الاشكال بالالتزام بأن الصادر الاول معلول لذاته والصادر الثاني معلول للصادر الاول ، فلا يكون ذاته علة لجميع الموجودات فان الواحد لا يصدر منه الا الواحد.
والوجه في عدم ارتفاع الاشكال : اولا : انه يلزم قدم الصادر الاول.