الامر الاول :
ان علم الفقه بعد الاعتقاديات اشرف العلوم اذ شرف كل علم بما يترتب عليه.
وعلم الفقه متكفل لبيان الحلال والحرام والواجب والمستحب والمكروه فان العمل بهذه الاحكام الشرعية المقدسة يوجب النيل الى السعادة الابدية والفوز الدائم وبه يتقرب الى الرحمن ويكتسب الجنان.
فلا ريب في كونه اشرف العلوم بعد الاصول الاعتقادية ولا اشكال في اهميته كما انه لا اشكال في أن العلم بهذه الاحكام المقدسة يتوقف على الاصول فان المتكفل لاثباتها واستنباطها القواعد الاصولية والمباني الاستنباطية فلا بد من تحصيل هذه القواعد اذ بدونها لا طريق الى استنباط الاحكام الشرعية فلا ريب في أهمية هذه القواعد كما انه لا شك في لزوم تحصيلها والعلم بها.
فنقول قد جرت عادة القوم على تعريف علم الاصول قال سيدنا الاستاد (١) : «وهو العلم بالقواعد التي تقع نتيجتها في طريق استنباط الاحكام الشرعية الكلية الالهية من دون حاجة الى ضميمة كبرى او صغرى اصولية اخرى اليها» الخ.
وفي كلام بعض المعاصرين (٢) هكذا : «علم اصول الفقه هو علم يبحث فيه عن قواعد تقع نتيجتها في طريق استنباط الحكم الشرعي» وقال في الكفاية (٣) : «انه صناعة يعرف بها القواعد التي يمكن أن تقع فى طريق استنباط الاحكام أو التي ينتهى اليها في مقام العمل» الخ.
والظاهر ان هذه التعاريف وأمثالها غير تامة اذ ليس في المسائل الاصولية ما
__________________
(١) محاضرات فى اصول الفقه : ج ١ ص ٨٠
(٢) اصول الفقه : ج ١ ص ٥
(٣) كفاية الاصول : ج ١ ص ٨