تطابق مفادها وأكثر ألفاظها وتعبيراتها مع ما نقل عن عقبة بن خالد لا برواية واحدة ، ومع كون عبادة بن صامت إماميّا موثّقا يوجب الوثوق بذلك بيننا وبين وجداننا ، ونرى في رواية عبادة بن صامت استعمال كلمة «قضى» في مورد «لا ضرر» ، وقد عرفت ظهورها في مقام الحكومة والولاية إن لم تكن قرينة على الخلاف ، فالظاهر أنّه مع قطع النظر عن قضيّة سمرة بن جندب يرتبط بمقام الحكومة لا بمقام النبوّة.
وأمّا قضيّة سمرة بن جندب فلا بدّ من ملاحظة خصوصيّاتها ، ومن المعلوم أنّ مراجعة الأنصاري إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد النزاع والمكالمة مع سمرة بن جندب يكون بعنوان الاستمداد وإحقاق الحقّ عند الحاكم بما أنّه حاكم على المسلمين ، لا بعنوان الاستفهام والسؤال عن الحكم الشرعي.
وأمّا قوله : «إذا أردت الدخول فاستأذن» ومكالمته معه في مقام المساومة وامتناعه من الاستيذان والمعاملة الدنيويّة والاخرويّة ثمّ الأمر بالقلع ، فهو لكونه نبيّ الرحمة ومظهر رحمة الله تعالى وعطفه ، ولكنّ إباء سمرة صار مانعا عن شمولها له ، فالمراجعة مربوطة بمقام الحكومة ، ولا محالة يكون قوله : «لا ضرر ولا ضرار» مربوطا بهذا المقام ؛ فإنّ الأمر بالقلع لا شكّ في كونه حكما حكومتيّا وقوله : «لا ضرر» يكون بمنزلة التعليل له ، ومقتضى قاعدة السنخيّة أن يكون التعليل أيضا حكما حكومتيّا.
والإشكال على علّيّة قوله : «لا ضرر» لقوله : «اقلعها وارم بها إليه» أنّ القلع والرمي يدفع الضرر عن الأنصاري ، ولكن يتوجّه إلى سمرة بن جندب ، وهو لا يتناسب مع نفي جنس الضرر.
وقال الشيخ الأنصاري رحمهالله في رسالة لا ضرر في آخر المكاسب : إنّ