التنبيه الرابع
في جريان الاستصحاب في التدريجيّات
ربّما يقال : إنّ مقتضى تعريف الاستصحاب وأخبار الباب ـ من اعتبار الشكّ في البقاء فيه ـ عدم جريانه في الزمان والزمانيّات ؛ لعدم تصوّر البقاء فيها ، فأنكر المحقّق الحائري قدسسره اعتبار الشكّ في البقاء قائلا : إنّ الميزان فيه هو مفاد الأخبار ، والمعتبر فيها هو صدق نقض اليقين بالشكّ ، وهو صادق في التدريجيّات وغيرها ؛ ضرورة أنّها ـ ما لم تنقطع ـ وجود واحد حقيقي وإن كان متصرّما ، فلو شكّ في تحقّق الحركة أو الزمان بعد العلم بتحقّقهما فقد شكّ في تحقّق عين ما كان متحقّقا سابقا ، فلا يحتاج في التمسّك بالأخبار إلى المسامحة العرفيّة.
نعم ، لو كان المعتبر في الاستصحاب الشكّ في البقاء أمكن أن يقال : مثل الزمان والزمانيّات المتصرّمة خارج عن العنوان المذكور ؛ لعدم تصوّر البقاء لها إلّا بالمسامحة العرفيّة ، لكن ليس هذا العنوان في الأدلّة (١).
ويظهر من الشيخ الأنصاري قدسسره أيضا هذا المعنى حيث تفصّى عن الإشكال
__________________
(١) درر الفوائد : ٥٣٨.