بعد قتل شبيب إلى أن قتلت واستدلّوا على ذلك بأن شبيبا لما دخل الكوفة اقام أمه على منبر الكوفة حتى خطبت. وذكر أصحاب التواريخ أن شبيبا فى ابتداء أمره قصد الشام ونزل على روح (٣٨ ب) بن زنباع وقال له سل أمير المؤمنين أن يفرض لى فى أهل الشرف فإن لى فى بنى شيبان تبعا كثيرا فسأل روح بن زنباع عبد الملك بن مروان ذلك. فقال هذا رجل لا أعرفه وأخشى أن يكون حروريا فذكر روح لشبيب أن عبد الملك بن مروان ذكر أنه لا يعرفه. فقال سيعرفنى بعد هذا ورجع إلى بنى شيبان وجمع من الخوارج الصالحية مقدار الف رجل واستولى بهم على ما بين كسكر والمدائن فبعث الحجاج إليه بعبيد بن أبى المخارق المتنبّي فى ألف فارس فهزمه شبيب فوجّه إليه بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فهزمه شبيب وبعث بعتاب بن ورقاء التميمى فقتله شبيب. وما زال كذلك حتى هزم للحجاج عشرين جيشا في مدة سنتين ثم إنه كبس الكوفة ليلا ومعه ألف من الخوارج ومعه أمه غزالة وامرأته جهزية فى مائتين من نساء الخوارج قد اعتقلن الرماح وتقلّدن السيوف فلما كبس الكوفة ليلا قصد المسجد الجامع وقتل حرّاس المسجد والمعتكفين فيه ونصب أمه غزالة على المنبر حتى خطبت