فقال. فعلت مثل ما فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الحديبية حين قال له سهيل بن عمرو. لو علمت انك رسول الله لما نازعتك ولكن اكتب باسمك واسم ابيك فكتب (هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو) وأخبرنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ان لى منهم يوما مثل ذلك فكانت قصتى فى هذا مع الأبناء قصة رسول الله عليهالسلام مع الآباء فقالوا له فلم قلت للحكمين إن كنت اهلا للخلافة فأثبتانى فإن كنت فى شكّ من خلافتك فغيرك بالشّك فيك اولى فقال إنما أردت بذلك النّصفة (١) لمعاوية ولو قلت للحكمين احكما لى بالخلافة لم يرض بذلك معاوية. وقد دعا رسول الله عليهالسلام نصارى نجران الى المباهلة وقال لهم : تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين : فانصفهم بذلك عن نفسه (٢٤ ب) ولو قال. ابتهل فاجعل لعنة الله عليكم لم يرض النصارى بذلك. لذلك أنصفت انا معاوية من نفسى ولم أدر غدر عمرو بن العاص قالوا. فلم حكمت الحكمين فى حقّ كان لك فقال وجدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد حكّم سعد بن معاذ فى بنى قريظة ولو شاء لم يفعل وأقمت انا أيضا حكما لكن حكم رسول الله عليه
__________________
(١) النصفة. اسم من الانصاف