إليه قعد عن نصرته واستولى لنفسه على بلاد الجزيرة وعلم مصعب ابن الزبير ان ابراهيم بن الاشتر لا ينصر المختار فطمع عند ذلك فى قهر المختار ولحق به عبيد الله بن الحر الجعفى ومحمد بن الاشعث الكندىّ واكثر سادات الكوفة غيظا منهم على المختار لاستيلائه على اموالهم وعبيدهم واطمعوا مصعبا فى أخذ الكوفة قهرا فخرج مصعب من البصرة فى سبعة آلاف رجل من عنده سوى من انضمّ إليه من سادات الكوفة وجعل على مقدمته المهلّب بن ابى صفرة مع اتباعه من الأزد وجعل أعنّة الخليل الى عبيد الله بن معمر التيمى وجعل الأحنف بن قيس على خيل تميم فلما انتهى خبرهم الى المختار اخرج صاحبه احمد ابن شميط الى قتال مصعب فى ثلاثة آلاف رجل من نخبة عسكره وأخبرهم بان الظفر يكون لهم وزعم أنّ الوحى قد نزل عليه بذلك فالتقى الجيشان بالمدائن وانهزم اصحاب المختار وقتل اميرهم ابن شميط واكثر قوّاد المختار ورجع فلولهم الى المختار وقالوا له لم تعدنا بالنصر على عدونا فقال ان الله تعالى كان قد وعدنى ذلك لكنه بدا له واستدلّ على الله (١٥ ا) بقول الله عزوجل (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) فهذا كان سبب قول الكيسانية بالبدء