المكلفين. فاما افعال البهائم والمجانين والاطفال فانها لا توصف بالإباحة والوجوب والحظر بحال. وقالوا ان كل ما وجب على المكلف من معرفة او قول او فعل فانما وجب عليه بامر الله تعالى اياه به. وكل ما حرم عليه فعله فبنهى الله تعالى اياه عنه ولو لم يرد الامر والنهى من الله تعالى على عباده لم يجب عليهم شيء ولم يحرم عليهم شيء. وهذا خلاف قول من زعم من البراهمة والقدرية أن التكليف يتوجه على العاقل بخاطرين يخطران بقلبه. احدهما من قبل الله سبحانه يدعوه به الى النظر والاستدلال والآخر من قبل الشيطان يدعوه به الى العصيان وينهاه به عن طاعة الخاطر الاوّل. وهذا يوجب عليهم ان يكون ذلك الشيطان مكلفا بخاطرين احدهما من قبل الله تعالى. والآخر من قبل شيطان آخر. ثم يكون القول فى الشيطان الآخر كالقول فى الاول حتى يتسلسل ذلك بشياطين لا الى نهاية. وهذا (١٣١ ب) محال وما يؤدى الى المحال محال
وقالوا فى الركن الحادى عشر المضاف الى فناء العباد واحكامهم فى المعاد ان الله سبحانه قادر على افناء جميع العالم جملة وعلى افناء بعض الاجسام مع بقاء بعضها خلاف قول من زعم من القدرية البصرية انه يقدر على افناء كل الاجسام بفناء يخلقه لا فى محل