ولم يحط بظاهره فضلا عن باطنه. وخالف البصريين من المعتزلة فى احوال كثيرة منها ان البصريين منهم أقروا بان الله تعالى يرى خلقه من الاجسام والالوان وانكروا ان يرى نفسه كما انكروا ان يراه غيره. وزعم الكعبىّ ان الله تعالى لا يرى نفسه ولا غيره الا على معنى علمه بنفسه وبغيره وتبع النظام فى قوله ان الله تعالى لا يرى شيئا فى الحقيقة ومنها ان البصريين منهم مع اصحابنا (٧١ ب) فى ان الله عزوجل سامع للكلام والاصوات على الحقيقة لا على معنى انه عالم بهما. وزعم الكعبى والبغداديون من المعتزلة ان الله تعالى لا يسمع شيئا على معنى الادراك المسمى بالسمع وتأوّلوا وصفه بالسميع البصير على معنى انه عليم بالمسموعات التي يسمعها غيره والمرئيات التي يراها غيره. ومنها ان البصرين منهم مع اصحابنا فى ان الله عزوجل مريد على الحقيقة غير ان اصحابنا قالوا انه لم يزل مريدا بإرادة ازلية وزعم البصريون من المعتزلة انه يريد بإرادة حادثه لا فى محل وخرج الكعبى والنظام واتباعهما عن هذين القولين. وزعموا انه ليست لله تعالى إرادة على الحقيقة. وزعموا انه اذا قيل ان الله عزوجل اراد شيئا من فعله فمعناه انه فعله واذا قيل انه اراد من عنده فعلا فمعناه انه أمره به. وقالوا ان وصفه بالارادة فى الوجهين جميعا مجاز كما ان وصف