الصراعات الأخرى
فربما كانت أقل قابلية للتفاقم ، وأكثر قابلية للحلول الوسط. أي أنه لا هدنة ولا
سلام مع المسلمين والإسلام.
فالحركات
الإسلامية صارت مبعث قلق للغرب بدورها المتصاعد ، لا سيما البعيدة عن التطبيق
السياسي ، والتي يصور بعض قادتها الإسلام في مقابل الديمقراطية ، والغرب قلق بطبعه
لعدم معرفته بالاتجاهات التنويرية في الفكر الإسلامي ، والتي تنطلق من تاريخية
أصيلة وتراث متفوق في الممارسات والنظريات ، وكذلك قلق لإيمانه بأن العلمانية
الكاملة هي شرط التحول الديمقراطي.
يأتي بعد ذلك
مفكرون غربيون ليقفوا من نظرية صمويل هانتجتون على النقيض ، ليقرروا أن العلمانية
المتطرفة ، كانت هي العامل الأساسي وراء ظهور الأصولية كرد فعل. كذلك عدم وجود رد
فعل حقيقي فكري وشعبي للتعريف بالإسلام السياسي ، جعل تقارير العملاء وأنصاف
العملاء من الصحفيين الأمريكان وغيرهم ينفخون في نظريات جديدة ليس لها ظل من الواقع
«كالمؤامرة الإسلامية» والتي تقوم على الخلط بين الاتجاهات والأحداث.
أما تعبير «الأصولية
الإسلامية» والذي لا يساوي بحال البيئة الحقيقية التي نقل منها هذا اللفظ
البروتستانتية الأمريكية ، لوصف الوضع الإسلامي الداخلي فهو تعبير غير لائق ولا
ملائم ، ويضلل الغرب ، الذي لا يعرف حقائق الإسلام السياسي ، تجاه فكرية خرجت ـ بقصد
ـ من أدراج البنتاجون والمخابرات الأمريكية.
وعموما الغرب يرد
على الغرب فقد كتب جون اسبوزيتو كتابا عن «التهديد الإسلامي : أسطورة أم حقيقة؟» ،
ورد فيه مزاعم التصور الغربي للإسلام السياسي والجماعات العاملة على الساحة
الإسلامية.
أما مقالة «تحدي
الإسلام الجهادي» لجودفري جانس ، فقد بينت عدم جدوى المواجهة مع الجماعات
الإسلامية ، في ظل الفساد وعدم الكفاءة. ومقاومة التأييد المتنامي للإسلام السياسي
يدعو الغرب إلى حملة جهاد غربية ضد ما يسمى بخطر الأصولية الإسلامية.
وإذا كان لنا
تعليق على الوضعية الفكرية في الغرب للإسلام وأهله ، فإنا نناشدهم