وليس أحد عقل أو
لم يعقل من الناس ، يتوهم أن الدهر ذو مخالب ولا أنياب ولا أضراس.
وقال ابن ميادة :
فإن يك ظني
صادقى وهو صادقى
|
|
بعبس يكن
بالمشرفي عتابها
|
ويحتلبوها أم
سقبين لاقحا
|
|
عنيفا بأيدي
الحالبين احتلابها
|
يريد بقوله الحرب
، وقد علم أن كل حرب ليست تلقح بسقبين ولا سقب ، ولا بذات درّ ولا حلب. والسقب فهو
ولدها إذا كان صغيرا ، والحلب فهو لبنها قليلا كان أو كثيرا ، وقد علم أن هذا كله
لا يتوهم فيها ولا عليها ، وقد جاز أن ينسب كما ترى في الأمثال إليها.
وكذلك قال النميري
:
وحرب قد حلبناها
صراها
|
|
وحرب قد حلبناها
علالا
|
إذا لبست عوان
الحرب جلّا
|
|
كشفنا عن
مشاعرها الجلالا
|
والمشاعر : هي
القوائم. والصرا : هو جمع اللبن في الضرع حينين ، والعلال : فهو حلب اللبن في كل حين.
وقد قال زهير في
الحرب :
فتعرككم عرك
الرحا بثفالها
|
|
وتلقح كشافا ثم
تحمل فتتئم
|
فتنتج لكم غلمان
أشأم كله
|
|
كأحمر عاد ثم
ترضع فتفطم
|
__________________