١٢ ـ وصنف آخر منهم يقال لهم البشرية ، (١) وهم من أصحاب علي بن محمد أيضا يزعمون أنا إذا عرفنا إمام زماننا فليس علينا شيء من الأعمال لا صلاة ولا صوم ، ولا زكاة ولا حج ، ولا شيء من الفرائض ، حتى يظهر حكم صاحبنا ، لأنا في الفترة ، وقد غيّرت وبدّلت الأحكام والفرائض ، فليس علينا من هذا شيء إلى يوم القيامة.
وكل من قال بجعفر من الروافض يزعم أن الإمام يخلق عالما ، وطبعه العلم ، والعلم مطبوع فيه ، ويزعمون أن الإمام يعلم الغيب ، ويعلم ما في تخوم الأرضين السابعة السفلى ، وما في السماوات السابعة العليا ، وما في البر والبحر ، والليل والنهار (٢) عنده
__________________
ـ الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية من أجلاء أهل البيت وفضلائهم ، أحبه المأمون العباسي فعهد إليه بالخلافة من بعده ، وزوجه ابنته ، وضرب اسمه على الدينار والدرهم ، وغيّر من أجله الزي العباسي الذي هو السواد ، فجعله أخضر ، وكان هذا شعار أهل البيت ، وتوفي سنة (٢٠٣ ه) بطوس. قيل : سمه المأمون ، ودفنه إلى جانب أبيه الرشيد.
(١) البشرية : نسبة إلى محمد بن بشير ، كان صاحب شعبذة ومخاريق. ادعا أن موسى بن جعفر كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا ، يتراءى لأهل النور بالنور ، ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم ، بالإنسانية والبشرية اللحمانية ، ثم حجب الخلق جميعا عن إدراكه. رجال الكشي ٢ / ٧٧٥.
(٢) بوّب الكليني في كتابه الكافي بابا مستقلا تحت عنوان «إن الأئمة عليهمالسلام يعلمون علم ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم الشيء».
ونقل عن الإمام جعفر الصادق أنه قال : إني أعلم ما في السماوات والأرض ، وأعلم ما في الجنة وما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون. الأصول من الكافي كتاب الحجة ١ / ٢٦١.
ونقل عن الإمام الباقر أنه قال : لا يكون والله عالم جاهلا أبدا ، عالما بشيء جاهلا بشيء ، ثم قال : الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه ، ثم قال : لا يحجب ذلك عنه. المصدر السابق ١ / ٢٦٢.
وعن سالم بن قبيصة قال : شهدت علي بن الحسين عليهالسلام يقول : أنا أول من خلق الله وآخر من يهلكها (كذا) ، فقلت : يا بن رسول الله وما آية ذلك؟ قال : آية ذلك أن أرد الشمس من مغربها إلى مشرقها ومن مشرقها إلى مغربها ، فقيل له : افعل ذلك ، ففعل. دلائل الإمامة / ٨٥٨٤.
وأن الأئمة يعلمون متى يموتون ، وأنهم يموتون باختيار منهم. الأصول من الكافي ١ / ٢٥٨.
وأن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وما عليه. المصدر السابق ١ / ٢٦٤.
وعند الأئمة علم لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل. المصدر السابق ١ / ٤٠٢.