التوحيد من قوله عليهالسلام «فهو المفني لها بعد وجودها حتى يصير موجودها كمفقودها» وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها وأنه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه «كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان» ولا حين ولا زمان عدمت عند ذلك الآجال والأوقات وزال السّنون والساعات .. «إلى قولهعليهالسلام : «ولا شيء إلّا الله الواحد القهار».
وقوله عليهالسلام في خطبة الأشباح : (الأول الّذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله ، والآخر الذي ليس له بعد فيكون شيء بعده) وهذا كله نص فيما ذهبنا إليه من إعدام العالم.
فإن قالوا : الإعدام غير محال ولكن لا تصح الإعادة إلّا لتلك الأجسام المتبدّدة التي أطاعت الله سبحانه وعصمته ولو عدمت كان المعاد غيرها وذلك يؤدّى إلى أن ينعّم جسم لم يتعب في طاعة الله سبحانه وأن يعذّب جسم لم يعص الله وذلك لا يجوز من الله تعالى.
والجواب والله الموفق : أن الله سبحانه قادر على إيجاد ذلك الجسم الذي أعدمه بعينه وإرجاع ذلك الروح إليه بعينه وتنعيمه أو تعذيبه فلا بعد في ذلك بعد إقامة الدليل عليه لأنّ الله على كل شيء قدير وهو (١) من الممكن غير المستحيل.
واعلم : أن القائلين بصحة إعدام الأجسام اختلفوا في المؤثّر في هذا الإعدام :
فالذي ذهب إليه جمهور أئمة أهل البيت عليهمالسلام : أنّ المؤثّر فيه الفاعل المختار وهو الله رب العالمين ، وهو قول الخوارزمي من المعتزلة ، والباقلاني من الأشعرية حكاه عنهما في الشامل.
وهو أيضا قول أبي الحسين الخيّاط ومحمود بن الملاحمي وإن لم يقل بعدم الأجسام ، ذكره شارح الأبيات الفخرية.
__________________
(١) (ض) وذلك.