الفتح بن الحسين الديلمي فله رسالة عليهم تسمّى المبهجة في الرد على الفرقة الضالة المتلجلجة وكذلك الشريف العالم حمزة بن أبي هاشم والإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليهالسلام في كتاب تبيين كفر المطرفية وفي كتاب الرسالة العامة وكتاب المطاعن والهاشمة لأنف الضّلال وشرحها العمدة.
وصرح عليهالسلام في هذه الكتب بأنهم أهل دار حرب ، فهؤلاء كبار أهل البيت عليهمالسلام في ديار اليمن صرح كل واحد منهم في زمانه بكفرهم وارتدادهم.
(فصل)
«والرّوح أمر استأثر الله تعالى بعلمه» أي شيء خلقه الله تعالى لا يعلمه إلّا هو جلّ وعلا «لقوله تعالى» (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) أي من خلقه وعطيته وآياته (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (١).
«وهو ما لا يكون الحيوان حيا إلّا به (٢) ، وادّعاء معرفة حقيقته قريب من دعوى علم الغيب لفقد الدليل» أي لعدم الدليل على معرفة حقيقته «إلّا التّخيّل» أي التوهم الكاذب والاستثناء منقطع أي لكن كثيرا من أهل علم الكلام خاضوا فيه وذكروا أقوالا في ماهيّته هي على الحقيقة خيالات.
«فاكتساب أقوال الخائضين فيها ارتواء من آجن الارتواء افتعال من الرّيّ وهو شرب الماء بعد العطش ، والآجن الماء المتغير الكدر «واستكثار من غير طائل» أي من شيء غير نافع ولا حظّ فيه غير العبث واللغو والرجم بالغيب.
«والله تعالى يقول : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (٣) أي لا تتبع ما لا تعلم «ويقول عزوجل في مدح المؤمنين (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)» (٤).
__________________
(١) الإسراء (٨٥.
(٢) (ب) إلّا معه.
(٣) الإسراء (٣٦).
(٤) المؤمنون (٣).