لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) (١) أي «التي عملوها» في معادات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ووسوسته لهم وأنهم لا يغلبون وغير ذلك «من المعاصي» التي نهاهم الله تعالى عنها.
ومثل هذا التفسير ذكر الناصر للحق الحسن بن علي عليهالسلام في كتاب البساط.
وقال في الكشاف : إسناد التزيين إلى الله تعالى مجاز وله طريقان :
أحدهما : أن يكون من المجاز الذي يسمى الاستعارة.
والثاني : أن يكون من المجاز الحكمي.
فالأول : أنه لمّا متعهم بطول العمر وسعة الأرزاق وجعلوا إنعام الله عليهم لذلك وإحسانه إليهم ذريعة إلى اتّباع شهواتهم وبطرهم وإيثارهم الرّوح والتّرفه ونفارهم عمّا يلزمهم فيه من التكاليف الصعبة فكأنه زين لهم بذلك أعمالهم ، وإليه أشارت الملائكة عليهم الصلاة والسلام في قولهم : (وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ) (٢) الآية.
قلت : ومثل هذا ذكره الهادي عليهالسلام.
والطريق الثاني : أن إمهاله الشيطان وتخليته حتى يزين لهم ملابسة ظاهرة للتزيين فأسند إليه لأن المجاز الحكمي يصحّحه بعض الملابسات. «والقضاء» في اللغة يكون لمعان :
«بمعنى الخلق» والتّقدير «كما قال تعالى : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) فِي يَوْمَيْنِ (٣) أي خلقهنّ وقدّرهن ، ومنه قول أبي ذؤيب :
وعليهما مسرودتان قضاهما |
|
داود أو صنع السّوابغ تبّع |
يقال : قضاه أي صنعه وقدّره.
«و» قد يكون القضاء «بمعنى الإلزام» والحكم كما «قال تعالى : (وَقَضى
__________________
(١) الأنفال (٤٨).
(٢) الفرقان (١٨).
(٣) فصلت (١٢).