(فرع)
«والله تعالى سامع مبصر» :
قال «جمهور أئمتنا عليهمالسلام والبغدادية : وهما بمعنى عالم كما مرّ».
وقال «بعض أئمتنا عليهمالسلام وبعض شيعتهم» وهم من تقدم ذكرهم «والبصرية : بل هما» أي سامع مبصر «صفتان له حين يدرك المسموع والمبصر بالحياة : لما مرّ لهم».
«لنا ما مر عليهم».
اعلم : أنه لا فرق عند أئمتنا عليهمالسلام ومن وافقهم بين سميع وبصير وسامع ومبصر أنهما بمعنى عالم.
وأما المخالفون لهم فقالوا : يوصف الله تعالى بأنه سميع بصير في الأزل بمعنى أنه يصح منه الإدراك بالحياة كما مرّ لهم ، ولا يوصف بأنه سامع مبصر في الأزل بل حين يدرك المسموع والمبصر بالحياة وله بذلك حال متجدّدة ، وليس له بوصفه بسميع وبصير حال متجدّدة بل معناه عندهم أنه حي لا آفة به بحيث يصح منه إدراك المسموع والمبصر إذا وجدا ، والحجة عليهم ما تقدم.
قال عليهالسلام : «فإن قيل : فبم يدرك تعالى المدركات»؟
قال عليهالسلام : «قلت وبالله التوفيق : يدركها على حقيقتها بذاته تعالى» لا بغيرها كما أنه عالم بذاته لا بغيرها.
والمعنى : أن إدراكه هو علمه وعلمه هو ذاته ليس سمعه وبصره وعلمه غيره «لبطلان الأمور» التي زعمها بعض المعتزلة «و» بطلان «المعاني» التي زعمها بعض المجبرة «كما مرّ» من قولهم «وهذا» الذي ذكرناه من قولنا يدركها بذاته هو «معنى قول الأئمة عليهمالسلام» أي من قال منهم «يدركها» أي المدركات «بعلمه لأنّ علمه ذاته كما تقرر» فيما سبق من القول في صفاته تعالى.