حكى الإمام يحيى عليهالسلام في الشامل عن الغزالي : أنه ما من خير ولا شر أو نفع أو ضر أو إيمان أو كفر أو بر أو عفاف أو عهر يوجد في الملكوت إلّا وهو كائن بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته ، وهذا هو الموجود في لسان العوام والخواص منهم لعنوا بما قالوا.
«لنا» عليهم «ما مر» وتكرر من الأدلة العقلية والسمعية وأما ما روي عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه».
فالمراد : الإيمان واليقين بأنّ كل ما خلقه الله سبحانه من ملاذ العباد ومنافعهم ونحوها وهذه من خير قضائه تعالى.
ومن مكروهاتهم وآلامهم وانتقاصهم في الأنفس والأولاد والأموال ونحوها وهذه من شر قضائه ، أطلق عليها اسم الشر مجازا لمّا كان العباد المجبولون على الشهوة والنفرة والحاجة يكرهونها كائن بقضاء الله تعالى وقدره أي بخلقه وتقديره على وفق الحكمة والمصلحة وإن جهلها من جهل فيجب الاعتراف بها وأنها مقضيّة لحكمة ومصلحة ، ولا يجوز أن ينكر خلقها وينسب إلى غير الله سبحانه كما فعلت المطرفية في الإحالة والاستحالة ، وأنكروا خلق الله سبحانه في كثير من الفروع كموت الأطفال وآلامهم.
واعلم : أنه لا بدّ في إطلاق أي هذه الكلمات المتشابهات على الله سبحانه وتعالى بالمعنى الذي يجوز في حقه جل وعلا من قرينة ظاهرة تصرف عن الخطإ ، وإلّا فلا يجوز إطلاقه منّا من غير قرينة ، ولا يكفي النيّة والقصد وليس كذلك ما جاء في الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة من ذلك ، فإنه يكفي في تخصيصه بالمعنى الجائز في حقه تعالى العقل بما قد عرف من الأدلة القطعيّة.
(فرع)
اعلم : أنه قد جاء عن الرسول الصادق صلى الله عليه وعلى آله وسلم